الثورة – ترجمة هبه علي:
في حين رحَّب العديد من السوريين بنهاية حكم الأسد الذي دام عقوداً من الزمان، فإن الانتقال أثار مخاوف جدية بشأن مستقبل البلاد، وبمرور الوقت، أصبح نظام الأسد ضعيفاً بسبب الفساد والتدهور الاقتصادي وعدم القدرة على توفير الخدمات الأساسية، وبحلول أواخر عام 2024، كان الجيش السوري مجزأً ومنهكاً معنوياً ويفتقر إلى الدعم الخارجي.
عندما تقدمت قوات هيئة تحرير الشام إلى حلب وحمص ودمشق، انحل الجيش السوري إلى حد كبير دون مقاومة كبيرة.
كان العامل الرئيسي في سقوط الأسد هو التقاعس غير المتوقع من جانب حلفائه التقليديين، فلم تتدخل روسيا وإيران وحزب الله ــ الداعمون للنظام منذ فترة طويلة ــ في الصراع، واختارت إيران، التي تواجه اضطرابات داخلية وتخشى تصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة، البقاء خارج الصراع، أما حزب الله، الذي أضعفته الاشتباكات مع إسرائيل، فكان يفتقر إلى الموارد اللازمة للمساعدة، بينما روسيا كانت مشغولة بأمور أخرى، وقد قبلت على ما يبدو مصير الأسد، ويشير غياب المقاومة إلى أن انتقال السلطة ربما كان مخططاً له مسبقاً وليس مجرد انتصار عسكري.
كانت نقطة التحول الأكثر مباشرة عندما شنت إسرائيل غارات جوية دمرت أكثر من 80% من البنية التحتية العسكرية المتبقية في سوريا، ومن الجدير بالذكر أن هيئة تحرير الشام أو أي جهات دولية أخرى لم تستجب لهذه الضربات، مما أدى إلى تأجيج التكهنات حول اتفاقات خلف الكواليس بين تركيا وقطر والقوى الغربية.
وفي نظرة مستقبلية، يوجد خمسة تحديات حاسمة من شأنها أن تحدد مستقبل سوريا:
-السيادة والسلامة الإقليمية: هل تستطيع سوريا استعادة السيطرة الكاملة على أراضيها، أم إنها ستظل تحت تأثير الجهات الأجنبية؟.
-الإدماج والشفافية: هل تسمح الحكومة الجديدة بالمشاركة الديمقراطية، أم إن هيئة تحرير الشام ستعمل على تعزيز سلطتها؟.
– التعافي الاقتصادي: تشكل العقوبات والدمار الاقتصادي عقبات خطيرة أمام الاستقرار.
– سيادة القانون والحوكمة: لا توجد خريطة طريق واضحة للانتخابات، أو المؤسسات القانونية، أو الإصلاحات الدستورية.
– إعادة الإعمار وعودة اللاجئين: لايزال أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري في الخارج، دون خطة منظمة لعودتهم الآمنة.
ورغم أن سقوط الأسد يمثل لحظة تاريخية، فإن مستقبل سوريا يظل غير مؤكد وهشاً، فالتحول في سوريا يتشكل بعمق من خلال صراعات القوة الإقليمية والدولية.
المصدر- StanfordLUniversity
