الثورة – وعد ديب:
هل تسوقتم مبكراً لموسم الأعياد وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، سؤال طرحته صحيفة الثورة على الناس في جولتها على الأسواق؟.
ويزداد الطلب على مستلزمات هذه المناسبة لتلبية احتياجات الأسرة من مأكل ومشرب، ما يستدعي زيارة السوق قبل أيام، وتخزين بعض المواد قبل ارتفاع سعرها الجنوني، ناهيك عن الفوضى نتيجة ازدحام الأسواق وانعكاسها على الحركة المرورية.
إجابات المواطنين تعددت وقال غالبيتهم: إنهم عانوا خلال سنوات من حكم النظام البائد مع اقتراب رمضان، وكانوا يحسبون لها ألف حساب، حيث كان يستغل بعض ضعاف النفوس من الباعة ومن دون رقابة هكذا مناسبة لاحتكار السلع، وبيعها بسعر مضاعف عشرات المرات عن سعرها الحقيقي، وهذا ما يضطرهم لوضع خطط طارئة.
فكانت تلجأ بعض الأسر إلى وضع ميزانيات فيها الكثير من التقتير والاستغناء ولو على حساب حاجيات ضرورية لها، أو أن تستدين وتضطر إلى سحب القروض ليس لشراء عقار، بل لشراء ما يسد الرمق لهذه الأسر بهذا الشهر الفضيل، واليوم وبعد فجر الثورة السورية، وبنظرة على الأسواق تغير رأي الناس في التسوق المبكر.
وتقول هدى عدي: عدنا لمقولة (كل شي بوقتو حلو)، حيث بتنا نجد أن كل شيء متوفر، ومن أفضله وبأرخص الأسعار، فالوفرة في كل مكان جعلت المنافسة بين التجار تنعكس بشكل إيجابي على الأسواق، كما جعلت من عادات التسوق والاختيار بما يناسب القدرة الشرائية فرصة ذهبية للتسوق بما يلبي الحاجة، وبشكلٍ آني ويومي من دون الإفراط في الشراء، مع اختيار السلع المناسبة من الأسواق المناسبة وبهدوء من دون الرجوع إلى عادات التسوق المبكر.
– الشعور بالأمان:
الباحث الاقتصادي حسين إبراهيم قال: عودة السوريين للحياة الطبيعية بكل مناحي الحياة وشعورهم بالعيش تحت مظلة وطنهم الحافظ لهويتهم وكرامتهم، كان لجانب الأمان الدور الأكبر بذلك، حيث يعتبر جانب الأمان الأولوية الأساسية لدى الجميع.
متابعاً: فمنذ شهرين وأكثر بدأت وبالتدريج تتعزز فكرة الأمان لدى نسبة كبيرة من السوريين، أما النسبة الباقية فالأيام القادمة ستكون كفيلة أن تتحقق هذه النسبة كاملة لدى جميع شرائح الشعب.
– يتسوقون بأريحية:
ومن الناحية الاقتصادية- والكلام للخبير إبراهيم- يوجد عامل إضافي يؤثر جداً في العرض والطلب، والذي هو العامل الأمني والسياسي عادة، فعندما يكون هناك خوف، يؤثر هذا في ارتفاع الأسعار بكل البلدان، وهذا أمر طبيعي، فكل ما يحصل من محاولات زعزعة للأمن لم تؤثر على ذلك أبداً فالوفرة بالسوق، مما جعل المواطنون يتسوقون بأريحية لا مثيل لها عما كان سائداً.