فعاليات من حلب لـ”الثورة”: السلم الأهلي والمجتمعي مسؤوليتنا جميعاً

الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:

العبث التي عاشته البشرية والمجتمعات الإنسانية القديمة، على اختلافها، دونما ضوابط تحكم سلوك الإنسان وتصرفاته فيها، أدت إلى أن تسودها شريعة الغاب، وتمسي أمام مشهد غابر، لا تحسد عليه، جراء مخاطر الصراعات والنزاعات التي هددت تماسك بنيانها الداخلي، وعرضتها بمجملها إلى جملة آثار مدمرة على الأصعدة كافة.

الحالة السورية حاضرة

وإذا ما نظرنا إلى حالتنا السورية، خاصة في الأيام الأخيرة، وما شهدته من أحداث في الساحل السوري، نجد أن الإدارة الجديدة عندما سارعت لتؤكد على نبذ العنف وتجريم اللجوء إليه، وتعزيز سيادة القانون، وترسيخ حالة السلم الأهلي، وتشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي، إنما جاءت لتكرس حالة القيم الإيجابية في مجتمعنا، بما يخدم الإنسان والتنمية والمجتمع، والتي يمكن من خلالها الوصول إلى ما نريد، على اعتبار أن كل حالة سلم أهلي ومجتمعي تتطلب وجود القانون وسيادته، كما وتتطلب حالة من الاستقرار ونبذ العنف.

العيش المشترك

ونظراً لحساسية ودقة المرحلة “الثورة” رصدت العديد من أراء فعاليات مختلفة من حلب، والتي جاءت تعبيراً وتضامناً مع إرادة الشعب السوري والقيادة الجديدة، وما صدر عنها في ضوء الأحداث الأخيرة.

المواطن فراس.خ قال: إن نبذ العنف بكل أشكاله بحاجة أكيدة إلى رغبة حقيقية صادقة وإرادة قوية من كل أطراف العلاقة في مجتمعنا، فالمواطن ملزم بنبذ العنف وعدم اللجوء إليه، والسلطة مطالبة بتعزيز حالة سيادة القانون واحترامه، وهذا ما تفعله، فالسلم الأهلي والمجتمعي مسؤوليتنا جميعاً، عسانا نحقق مستقبلاً أفضل لسوريتنا- خاصة وأننا تخلصنا بالتو من ظلم جثم على صدورنا لعقود- انطلاقاً من قاعدة أن العيش المشترك الهادئ هو قضية مجتمعنا المركزية التي لا يجب أن يعلو صوت على صوتها.

مجتمع متجانس بطبعه

آمال .أ معلمة، لفتت إلى أن تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي، هدفها العمل على تعزيز ثقافة التسامح والتلاحم المجتمعي والحفاظ على السلم الأهلي، وتعزيز صمود الشعب السوري في مواجهة مختلف التحديات، وأن المجتمع السوري هو مجتمع متجانس بطبعه، وما تسعى إليه الإدارة الجديدة عبر السعي الحثيث باتجاه بناء مجتمع متماسك يستطيع استكمال مهماته الوطنية، التي تم رسمها منذ اللحظات الأولى لسقوط النظام البائد، والانطلاقة بسوريا جديدة تضم الكل السوري من دون استثناء.

فيما زميلة لها، شددت على أن المجتمع بقواه وفعالياته السياسية يستطيع تعزيز العقد الاجتماعي الذي يشكل وثيقة للتفاهم بين جميع الأفراد والأطياف، على اختلاف توجهاتها، وفقاً لقاعدة سياسية وحقوقية متفق عليها.

وحذرت من حالة الالتفات للصراعات والخلافات الداخلية، والابتعاد عنها كونها سبباً رئيسياً لكل الأزمات التي تعاني منها الشعوب.

مزية يجب ألا نفتقدها

الشيخ نادر.ا، قال: العافية والأمان من الأمور التي يمن بها الخالق على أهل الأرض، وهي مزية يفتقدها من لا يقدر معنى السلم وأخواته من الرخاء والسكينة والعيش الكريم، والمتتبع للتاريخ لا يمكن أن يجد أمة شهدت نهضة وتطوراً في ميادين عديدة من دون أن تكون حاصلة أصلاً على مزية العافية والسلم الذي ظل مطلباً لنا كشعب سوري طيلة العقود الماضية.

وأضاف: أما وإن تحقق ذلك في سوريا بعد تخلصنا من النظام البائد والآن من فلوله وداعميهم، فإن استتباب الأمن وانتشار السلم الأهلي كرافعة لتطوير البلد هو المطلوب بالمقام الأول، بيد أنه في الآونة الأخيرة، وعلى أثر الأحداث الأخيرة، أصبح الطرح أكثر جدية ووضوحاً، حيث اتجه الرئيس أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي، لمعالجة تبعات ما حدث بكل شفافية وموضوعية، في تجسيد لم نألفه لشكل ولادة حقيقية لسوريا الجديدة من قبل، في مقاربة نوعية لمكانتها بعد التحرير، مؤكداً أن شعبنا أكثر وعياً بتجليات المرحلة وتداعيات الانتقال إلى المستقبل.

ولفت إلى أنه بات لزاماً علينا المشاركة بجدية في حفظ ثقافة السلم بين المجتمع وتعزيز الأواصر الممتدة عبر التاريخ بين مكوناته وقواه المختلفة، لنضيف إليها ما استجد من حاجة للوئام ومواجهة أنواع المضللين وأصحابها المتفننين في سكب أحماض التفرقة وتفتيت الروابط الممتدة عبر الحقب، وهي مواجهة تستدعي منا التسلح بثقافة المجتمع والوعي بخطورة وحساسية المستجدات بجميع أبعادها حتى نتمكن من نشر ثقافة السلم بين منظوماتنا الثقافية والاجتماعية والفكرية، ونتعهدها من الانزلاق والزلل لنسلمها للأجيال القادمة ناضجة تؤتي أكلها كل حين بإذن الله.

الإيمان بوحدة الصف

أم محمد- ربة منزل، تحدثت بنبرة غلب عليها الحس الوطني والرغبة الصادقة في رؤية سوريا الجديدة وهي تتعافى بعد كل ما ألم بها من تشتت بين أبناء الشعب الواحد، وانعدام السلم الأهلي، وقالت: الأمن والسلم الأهلي يبدأ من الفرد نفسه، فلا قوانين تنظمه ولا تشريعات تحده، إنها رغبة صادقة تتولد عن المواطن الحق الذي يسعى إلى رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية، مؤكدة أهمية الوعي الشعبي والذي يبدأ من الفرد نفسه بإيمانه بوحدة الصف، وإدراكه أن مصلحتنا في الالتفاف تحت راية الوطن وتعزيز ثقافة التعايش لضمان الأمن والأمان.

المكسب الأهم

إذاً، من ما زال يقوده ماضيه المقيت، ويتصرف بعيداً عن خدمة وطنه وشعبه، لا يمكن عده مسؤولاً، ووجبت محاسبته لنبقي الوطن آمناً وحصيناً، وهنا يظل الهدوء، والسلم، والرشاد، والاستقرار، أهم مكسب نراهن عليه في هذا الوقت العصيب بالتحديد، فالأخطار المحدقة تتطلب منا رص الصفوف بدل التشتت والقلق والضياع.

 

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة Anadolu Agenci : فورد: يجب على أميركا أن تسحب قواتها العسكرية من سوريا دوري أبطال أوروبا.. الكبار يقطعون نصف المشوار بنجاح "باب سريجة".. انخفاض في المبيعات على الرغم من الحركة الكثيفة مجلس الأمن الدولي: محاولات إقامة "سلطة حكم موازية" في السودان أمر خطير أبناؤنا واللامبالاة.. المرشدة النفسية السليمان لـ"الثورة": ضبط سلوكهم وتحمل المسؤولية منذ الصغر محافظ اللاذقية يتفقد فرع الهجرة والجوازات وأمانة السجل المدني