الثورة – منهل إبراهيم:
شككت أوساط إسرائيلية في استمرار الدعم الأمريكي الكبير من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب لإسرائيل، منذ قدومه إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الماضي.
وقال الأكاديمي الإسرائيلي شوكي فريدمان في مقال نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “إنّ الدعم الأمريكي لن يدوم إلى الأبد”، مسلطاً الضوء على الدعم المعلن من ترامب لإسرائيل، بعد مواجهات الحكومة مع إدارة بايدن.
ولفت فريدمان إلى أن “استطلاع غالوب الذي نُشر في الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة، يظهر أن الواقع خارج البيت الأبيض مختلف، والدعم لإسرائيل في درك أسفل خطير، والدعم للفلسطينيين في ارتفاع”.
وتابع قائلاً: “إلى جانب التعاون مع الإدارة الحالية، فإن أصحاب القرار في إسرائيل ملزمون بأن يكونوا على وعي بالتآكل الحاد في الدعم والعمل بموجب ذلك”، مشيراً إلى أن الاستطلاع يؤكد أن الدعم لإسرائيل في أوساط الجمهور الأمريكي، لا يصل إلى 46 بالمئة، وهي أقل نسبة منذ 24 عاماً.
وأكد الأكاديمي الإسرائيلي أن “معطيات الاستطلاع ذات مغزى في الولايات المتحدة، لكن سياسة إسرائيل ساهمت فيها بشكل لا بأس فيه، فالعناق الذي منحه ويمنحه نتنياهو لترامب، والمواجهات مع الإدارة الديمقراطية، والسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، سحقت الدعم حتى قبل الحرب”، مضيفاً: “بعد عقود من الدعم من الحزبين، اتخذت إسرائيل صورة كمن تختار الجانب الجمهوري بشكل واضح، بعد أن ارتفع التأييد لإسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب، فإنه كلما عمقت إسرائيل الدخول إلى غزة والصور القاسية من هناك ظهرت على الشاشات في الولايات المتحدة، هبط الدعم إلى الدرك الأسفل الحالي في الجمهور العام وإلى الهوة في الحزب الديمقراطي”.
وبين أنه “في أوساط اليهود أيضاً، ولا سيما في الجيل الشاب، الدعم لإسرائيل تآكل، الجيل السابق من اليهود الأمريكيين رأى في إسرائيل جزءاً لا يتجزأ من هويته اليهودية، أما الشباب – ولا سيما الليبراليون والتقدميون – فيرونها بشكل مختلف”.
وأوضح أن “إسرائيل لم تعد في نظرهم قدوة أخلاقية، بل دولة تقمع الفلسطينيين وتدفع قدماً بسياسة دينية وقومجية، صحيح أن الحرب واللاسامية المتصاعدة في الولايات المتحدة دفعتا قسماً من اليهود للعودة إلى دعم إسرائيل بشكل أكبر، لكن جماعات في اليسار اليهودي اختارت أن تدير لها الظهر”.
وذكر الأكاديمي أنه “كلما واصلت حكومات إسرائيل تجاهل التغييرات في الولايات المتحدة، هكذا تتعاظم الاحتمالات لأن يصبح الضرر اللاحق بالعلاقات غير قابل للتراجع”.
وفسّر ذلك بالقول: “الميول في الولايات المتحدة واضحة: الشباب يصبحون قوة سياسية ذات مغزى، الهسبانيون هم مجموعة تتسع بسرعة والدعم لإسرائيل في أوساط الإنجيليين يتآكل، والحزب الديمقراطي يبتعد عن الموقف المؤيد لإسرائيل الذي كان يتميز به.
وقال “لأجل تغيير الميل: إسرائيل ملزمة بأن تتخذ بضع خطوات، أن ترمم العلاقات مع الديمقراطيين، تنمي العلاقة مع يهود الولايات المتحدة، تستثمر في جماهير إضافية هناك، وأساساً في الأقلية الهسبانية، لكن أيضاً في الطائفة الإفروأمريكية، وحماية وتعزيز الدعم في أوساط الإنجيليين”.
وختم الأكاديمي الإسرائيلي قائلاً: “إسرائيل لا يزال، يوجد لها تعلق وجودي بالولايات المتحدة”، مشدداً على أنه “دون استعداد أمريكي ببيع السلاح لإسرائيل وتوفير مظلة دبلوماسية، سيصعب على إسرائيل جداً بأقل تقدير الازدهار، وحتى البقاء”.
#صحيفة_الثورة