دمشق وأبو ظبي نحو علاقات وطيدة.. الشرع وبن زايد يحددان مسار تعزيز التعاون الثنائي

الثورة – ناصر منذر


استكمالا لنهج الانفتاح الواسع الذي تسير عليه السياسة السورية الجديدة، وتوطيد العلاقات مع باقي دول العالم، جاءت زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، لتعزز توطيد العلاقات مع عالمنا العربي، باعتبار سوريا جزءاً لا يتجزأ من هذا المحيط، ومن مصلحتها، ومصلحة الدول العربية الأخرى أيضا، تمتين علاقات الأخوة والتعاون، بما يخدم الشعوب العربية قاطبة.


وقد استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الشرع والوفد المرافق له في قصر الشاطئ بأبو ظبي.
ولا شك بأن هذه الزيارة مهمة جداً في دلالاتها وأبعادها السياسية والاقتصادية، ومن شأنها ترسيخ أواصر الأخوة بين البلدين بما يخدم الشعبين السوري والإماراتي.


وفي هذا السياق، كتب وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، عبر منصة “إكس” مرفقا صورته مع الرئيس الشرع على متن الطائرة: “في طريقنا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، نحمل تطلعات شعبنا وآماله، ونسعى إلى تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا، بما يخدم مصالح شعبينا ويعزز الروابط التاريخية بين بلدينا”.
العديد من القضايا المشتركة بين الدولتين، بالإضافة إلى التطورات الراهنة على الساحة العربية والدولية، كانت مدار بحث بين الجانبين، والوضع في سوريا، والتحديات التي تواجهها في هذه المرحلة، شكل الملف الأبرز بين القضايا المطروحة على جدول الأعمال، لاسيما في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي تشكل انتهاكا سافرا لكل القوانين الدولية، وتمثل أيضا تهديدا مباشرا لأمن واستقرار سوريا، ولأمن المنطقة وشعوبها في آن واحد.


وفي هذا الجانب، يمكن لدولة الإمارات أن تلعب دوراً مهماً على صعيد إقناع “إسرائيل” بالكف عن اعتداءاتها السافرة، نظراً لعلاقاتها الجيدة مع حكومة الكيان، حتى وإن كان مثل هذا الدور، لا يعول عليه كثيراً، نظراً لأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ترى نفسها فوق القوانين الدولية، ولا تعير الكثير من الاهتمام للوساطات الدولية التي ترمي لإقناعها بوقف اعتداءاتها، ليس على سوريا وحسب، وإنما على دول المنطقة، إذ دائماً تعول على الدعم الأميركي لمواصلة اعتداءاتها تلك، والولايات المتحدة بدورها، لا ترى أمن المنطقة واستقرارها سوى بالعين الإسرائيلية، ورؤيتها الاحتلالية التوسعية، ولكن رغم ذلك، فإن الإمارات ربما تجد مقاربة معينة، تقنع بها إسرائيل، بالتوقف عن اعتداءاتها، باعتبارها تهدد الأمن العربي ككل.


كما تملك دولة الإمارات رؤية استثمارية واعدة، ولديها الإمكانيات الاقتصادية الهائلة، لمساعدة سوريا، في النهوض باقتصادها المدمر بسبب سياسات النظام المخلوع، ويمكنها لعب دور كبير على صعيد  إعادة الإعمار، والمساهمة في مشروعات استثمارية كبرى، تعود بالنفع على كلا البلدين، كما يمكنها التأثير على الدول الغربية التي تفرض عقوبات جائرة على الشعب السوري، وإقناعها بالعمل على رفعها بشكل كامل، باعتبار تلك العقوبات عقبة كأداء أمام مسار تعافي سوريا، والتي تحتاج في هذه المرحلة إلى مساعدة جميع الدول العربية، والمجتمع الدولي أيضا، بما ينعكس إيجاباً على أمنها واستقرارها على مختلف الصعد.
وكان الرئيس الشرع والوفد المرافق له، قد وصل إلى مطار البطين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان في استقباله سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات.
جدير بالذكر أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان قد بعث في الثلاثين من آذار الماضي، برقية تهنئة إلى الرئيس الشرع بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة. كما بعث ‎الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى الرئيس الشرع.
يشار إلى أن الرئيس أحمد الشرع والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد ناقشا خلال اتصال هاتفي في السابع عشر من كانون الثاني الماضي، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والإمارات بما يخدم المصالح المشتركة.
وشدد الجانبان حينها، على أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه والتزامهما بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقد جدد الشيخ محمد بن زايد، حينها، تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها المساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة.

وفي 11 من شباط الماضي، زار الوزير الشيباني الإمارات، للمشاركة في “القمة العالمية للحكومات” التي أقيمت في إمارة دبي، وعلى هامش المشاركة، التقى نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوسمان ديون.
كما التقى الوزير الشيباني، في 24 من كانون الثاني، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، محمد بن عبد الله القرقاوي، على هامش المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، في دورته الـ55.
والجدير بالذكر أيضاً، أن دولة الإمارات سبق لها وأن رحبت بإطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري، مؤكدة دعمها للجهود الرامية إلى تعزيز السلم والنماء والازدهار في سوريا.
وجددت وزارة الخارجية في بيان لها تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري ، ودعمها المساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة.

آخر الأخبار
في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟  الرئيس الشرع يستقبل سلام دمشق وبيروت.. تصحيح مسار العلاقات حاجة ملحة وفد من وزارة الدفاع يتفقد محور سد تشرين بريف حلب الشرقي  لقلة الهطولات المطرية.. برنامج لتزويد دمشق وريفها بالمياه تركيب مضخات لآبار عتيل والثعلة وصلخد تشغيل بئر مياه في عدرا صناعيو حلب يطالبون بزيادة ساعات التغذية الكهربائية إعادة المفصولين بسبب مشاركتهم في الثورة لعملهم خطوة لطي صفحة الظلم وتعزيز الثقة برسم الحكومة.. ملفات اقتصادية " نائمة " في حلب تنتظر إحياءها وزير الدفاع التركي: استقرار سوريا بالغ الأهمية لمستقبل المنطقة رفض قطري ومصري لتهجير الفلسطينيين تميم والسيسي : أهمية الحفاظ على وحدة واستقرار سوريا الضابطة العدلية تصادر ٣٥ طائرة "درون" من أسواق دمشق وفق شروط جديدة.. "الصحة" دمج الأطباء المنقطعين والحاصلين على شهادات البورد ضمن برامجها