الثورة- ترجمة هبه علي:
في الوقت الذي يحطم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الدولي السابق، فإن التدريب الجوي المشترك الذي نفذه سلاح الجو المصري والصيني، وهو الأول من نوعه، يشير إلى الكيفية التي يحاول بها البلدان التعامل مع النظام العالمي الجديد الناشئ في ظل التوترات الدائرة من جميع الجهات، من إثيوبيا إلى إسرائيل، تسعى مصر إلى تأمين مصالحها وتنويع شراكاتها العسكرية بعيداً عن الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، عززت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة مصلحتها في توسيع وتأمين ما تستطيع في أسواق منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
تشمل مناورات “نسور الحضارة 2025″، التي انطلقت في قاعدة جوية مصرية في 19 نيسان وتستمر حتى منتصف أيار، اختبار المفاهيم والإجراءات والأنظمة والتحقق من صحتها، بالإضافة إلى رحلات جوية مشتركة للتدريب على تخطيط وإدارة عمليات القتال الجوي وتبادل الخبرات، وفقاً لبيان وزارة الدفاع المصرية على موقعها الإلكتروني في 19 نيسان.
ولعل الأهم من ذلك هو نوع الأسلحة والتقنيات التي سلط عليها الضوء في هذه الفعالية.
عيون على أسواق الأسلحة في الشرق الأوسط وإفريقيا ولأول مرة، تستعرض القوات الجوية الصينية طائرة التزود بالوقود جواً من طراز Y-20U، إلى جانب طائرات KJ-500 AWACS ومقاتلات J-10B/C، حسبما ذكرت في 21 نيسان على قناة China 3 Telegram الخاصة بها.
تعد طائرة KJ-500 واحدة من أكثر منصات الإنذار المبكر المحمولة جواً تطوراً في الصين، وقد طورتها شركة شيآن لصناعة الطائرات، وهي مجهزة بنظام رادار مصفوفة طورية حديث، وتعتمد الطائرة على طائرة النقل المتوسطة Y-9، وتتميز بقبة رادار ثابتة على الظهر توفر تغطية كاملة بزاوية 360 درجة، مما يسمح لنظامها بكشف وتتبع العديد من الأهداف الجوية والسطحية على مسافات بعيدة، مع تنسيق عمل الطائرات الصديقة خلال العمليات المعقدة.
تلعب طائرة KJ-500 دوراً محورياً في الحرب الحديثة التي تعتمد على الشبكات، حيث تعمل كمركز قيادة وتحكم قادر على نقل المعلومات عبر مساحة معركة متكاملة.
وفي الوقت الحالي، لا تمتلك مصر طائرات مقاتلة صينية ضمن أسطولها الجوي، لكنها تمتلك طائرات تدريب صينية، بحسب خبراء عسكريين تواصل معهم موقع “العربي الجديد”.
وقال محللون عسكريون في القاهرة: إن نشر الصين لهذه الطائرات في مصر كان بمثابة الخطوات الأولى في طموحات بكين لتوسيع شراكاتها العسكرية والترويج لنفسها كمنتج للأسلحة المتقدمة للدول العربية والإفريقية.وأشار اللواء الطيار المتقاعد حسن راشد، في تصريح لوكالة أنباء TNA ، إلى أن “التدريبات المشتركة هي أعلى أشكال التعاون بين الجيوش المختلفة”.
وأضاف أن “الصين تجلب طائراتها المقاتلة المتطورة إلى هنا لأن مصر بوابة مهمة للأسواق العربية والإفريقية”.
هذه محاولة من جانب الصين للرد على مقاتلة إف-35 الأميركية السيئة السمعة، وهي سلسلة من المقاتلات الشبحية الأسرع من الصوت ذات المحرك الواحد.
في هذه الأثناء، تستعرض مصر مقاتلاتها متعددة المهام من طراز MiG29M/M2 Fulcrum ، خلال مناورات “نسور الحضارة 2025” .
وتشغل مصر أسطولا من الطائرات الأميركية والروسية والفرنسية، لكن يقال إنها تسعى باستمرار إلى الحصول على أحدث التقنيات العسكرية، وخاصة التقنيات الجوية، لموازنة الجيوش الإقليمية المنافسة، بما في ذلك إسرائيل، وسط التحديات الإقليمية المتزايدة.
ويصف المعلقون العسكريون مصر عادة بأنها دولة محاطة “بخط نار”، نظراً للوضع في السودان إلى الجنوب منها؛ وليبيا في الغرب؛ وقطاع غزة في الشمال الشرقي، والبحر الأحمر في الشرق.
وأشار محللون عسكريون إلى أن مغازلة الجيش المصري للطائرات الصينية يمكن أن تكون بمثابة دعاية جيدة.
وأضاف راشد أنه في حالة حصول مصر على أي من المقاتلات الصينية الجديدة فإنها ستعطي سمعة “ممتازة” لهذه الطائرات وستغري الجيوش الإقليمية بالنظر إليها مستقبلاً.
وأشار إلى أن حصول مصر على عشرات الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز داسو رافال الفرنسية أقنع العديد من الجيوش الأخرى بالتفكير في شرائها أيضاً خلال السنوات الماضية.
ويأتي التدريب بين البلدين في وقت حاسم، خاصة فيما يتعلق بعلاقاتهما مع الولايات المتحدة.تخوض الصين حالياً حربا تجارية مع الولايات المتحدة، بدأت إثر فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على الواردات الصينية، ويبدو أنها تسعى للخروج من دائرة النفوذ الأمريكي عبر تنويع شركائها التجاريين، بما في ذلك في تجارة الأسلحة.
في هذه الأثناء، تعاني علاقات مصر مع الولايات المتحدة من توترات على خلفية رفض القاهرة قبول النزوح القسري للاجئين من قطاع غزة الفلسطيني، في ضوء رغبة الرئيس ترامب في الاستيلاء على الجيب الساحلي الذي دمرته الحرب، وطرد سكانه وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
المصدر- the New Arab