الثورة – مها دياب:
تبرز الحاجة الملحّة إلى دعم نفسي واجتماعي للطلاب خاصة في فترة الامتحانات.. وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهونها خلال هذه الفترة، ما يساعدهم على تجاوزالقلق والتوتر لتحقيق النجاح الدراسي، تكون فيه البيئة
الأسرية والمدرسية عاملاً أساسياً في تعزيزالثقة بالنفس، وتوفير أجواء محفزة تشجيعية بعيداً عن الضغوط السلبية.
وفي حديث خاص لـصحيفة الثورة، أوضحت المرشدة التربوية وصال العلي أن فهم العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة على الطالب خلال فترة الاختبارات، والتعامل معها بأساليب مدروسة، هو المفتاح الرئيسي لتمكين الأطفال من تحقيق التفوق دون أن يشعروا بالإرهاق النفسي.
وأضافت: إن هناك طرقاً فعّالة تعززالدعم العاطفي والتربوي للأطفال وتساهم في تحويل التجربة الدراسية إلى رحلة ممتعة، تدفعهم إلى الإنجاز بثقة ورغبة، بدلاً من الشعور بالخوف أو الإحباط.
وحول العوامل النفسية المؤثرة على الدراسة، تشير المرشدة العلي إلى أن هناك عدة أسباب نفسية تؤثرعلى الطفل وتجعله غير قادرعلى الدراسة وقت الامتحان، منها: الخوف من الفشل، وعدم تحقيق النتائج المرجوة سبب هام لتجنب الدراسة، أيضاً قلة الثقة بالنفس، تجعله غيرقادرعلى النجاح، ويفقد الحافز للمذاكرة، كما أن الشعور بالملل يؤدي لعدم الاهتمام بالدراسة، والنقد في حال فشله سابقاً بدل من مساعدته للتخطي، فإنه قد يصبح متردداً ومشككاً، والعامل الفارق هو الخوف من المجهول بعدم معرفته لشكل الامتحان أو طبيعة الأسئلة الأمر الذي قد يولّد لديه قلقاً مفرطاً.
وفيما يخص العوامل الاجتماعية المؤثرة على الدراسة، تؤكد العلي أن هناك عوامل اجتماعية مؤثرة جداً تسهم في عزوف الطفل عن الدراسة، منها مثل: المشكلات الأسرية والخلافات العائلية التي تؤدي إلى التوترالدائم في المنزل ترهق تفكيروتركيز الطفل بشكل مباشروعميق، أيضاً غياب الدعم من الأهل، فعندما لا يحصل الطفل على التشجيع الكافي يفقد الدافع للدراسة، وغالباً ما تكون التوقعات العالية من بعض الأهل تشكل ضغطاً مفرطاً على أبنائهم لتحقيق نتائج ممتازة، الأمرالذي يضعهم بخوف دائم ألا يكونوا بحجم المتوقع منهم..
وفي كثير من الأحيان تكون البيئة المدرسية نفسها سلبية وضاغطة تجعل الطفل في حالة ترقب وقلق ونفورمن الدراسة والالتزام.
عن التمييز بين الكسل العادي والمشكلة النفسية أو التعليمية؟.
أوضحت العلي أن للوالدين قدرة التمييز بين الكسل الطبيعي والمشكلات الأخرى التي تؤثرعلى أبنائهم من خلال ملاحظة سلوكياتهم وردود أفعالهم تجاه الدراسة والأنشطة اليومية، فالكسل العادي غالباً ما يكون مؤقتاً ويظهر في مواقف محددة، إذ يفضل الطفل اللعب أو مشاهدة التلفاز على الدراسة، دون أن يكون لديه صعوبات واضحة في التركيز أو الفهم.
أما عندما يكون هناك مشكلة، فإن الطفل قد يحتاج إلى متابعة خاصة أو تدخل متخصص، ومن أبرزالعلامات التي قد تشير إلى وجود اضطراب نفسي يؤثر على التعلم القلق المستمر، والتوتر، وسرعة الانفعال، والبكاء بسهولة، إضافة إلى انخفاض تقدير الذات وتكرار عبارات مثل “أنا غبي” أو “لا أستطيع النجاح”.
كما أن الرفض للمدرسة، بعد أن كان يحبها، قد يكون دليلاً على مشكلة تعليمية مثل صعوبات التعلم، سواء في القراءة أو الرياضيات، حيث يستغرق وقتاً طويلاً لفهم الدروس رغم بساطتها، ويواجه تحديات في التعامل مع الأرقام والكتابة حتى مع التكرار والمساعدة الأسرية.
أجواء الأسرة
دور البيئة الأسرية في تحفيز الطفل وفقاً للمرشدة التربوية تلعب الأسرة دوراً جوهرياً في تنمية دافعية الطفل نحو التعلم، فهي البيئة الأولى التي تشكل نظرته للدراسة وتؤثر على تحصيله الأكاديمي، فعندما توفرالأسرة جواً آمناً وداعماً، يتحول التعلم إلى تجربة ممتعة بدلاً من كونه مجرد واجب، أيضاً التشجيع المستمر يعزز ثقته بنفسه، ويجعل الإنجاز- مهما كان بسيطاً- دافعاً للعلم والمعرفة، ويرسخ لديه حب الفضول والاكتشاف، والأهم إبقاؤه بعيداً عن المقارنات السلبية.
وفي سياق التعامل مع رفض الطفل للدراسة أوضحت المرشدة العلي: أنه من الطبيعي أن يشعر الأهل بالإحباط عندما يواجه طفلهم رفضاً للدراسة، ولكن الأهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر بطريقة بناءة تحافظ على العلاقة الإيجابية معه وتعزز دافعيته للتعلم، فالتنفس العميق والتعبيرعن المشاعر يساعدان في تفريغ التوتر، مما يتيح لهم التعامل مع الموقف بهدوء واتزان، فالحوارالصادق والمحفز مع الطفل يلعب دوراً أساسياً في فهم أسباب رفضه، مع تجنب أي أسلوب قد يؤدي إلى إحساسه بالعجز، مثل المقارنة أو الصراخ، التي قد تزيد من شعوره بالإحباط.
وأضافت: التعليم ليس مجرد التزام، بل هو رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات، وعندما يُقدَّم بأسلوب مشجع وداعم، يصبح تجربة ممتعة تساعد الطفل على تحقيق أهدافه بثقة وإيجابية.
أما كيفية الحفاظ على توازن الأهل النفسي أثناء تربية الأطفال، فأكدت العلي على أهمية الحفاظ على التوازن النفسي أثناء تربية الطفل، وهذا يتطلب إدراكهم بأهمية الاعتناء بأنفسهم مثلما يحرصون على دعم أطفالهم.
فالتواصل مع شخص موثوق والاستفادة من خبراته يساعدهم على التعامل مع التحديات بطريقة أكثر هدوءاً واتزاناً، أيضاً وضع حدود وقواعد إيجابية ومحفزة في التعامل معهم، والاهتمام بالصحة الجسدية من خلال ممارسة الرياضة والتفكير الإيجابي، الأمر الذي يساعد على تخفيف الضغط، وتقبّل الأخطاء والمشاعر دون إنكارها يرسّخ لديهم القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة بثقة.
دور المدرسة
وفقاً للمرشدة التربوية، فإن المدرسة تلعب دوراً محورياً في توفير بيئة امتحانية منظمة ومريحة تمكّن الطلاب من الأداء بثقة وهدوء، فوضوح التعليمات وتعليقها في أماكن بارزة، مثل: الجدران أو لوحات الإعلانات يساعد على تقليل التوتر ويوجه الطالب نحو الاستعداد الصحيح، أيضاً تحديد البرنامج الزمني بدقة، وضمان نظافة القاعات وتنظيمها بشكل جيد يسهم في خلق جو آمن ومريح ويدعم تركيز الطالب أثناء الامتحان.
وتشدد على أهمية التشجيع المستمر للطلاب خلال هذه الفترة، إذ يمكن للمعلمين توجيههم إلى قراءة الأسئلة بتأنٍ، والتنقل بينها بسلاسة دون أن يشعروا بالضغط، مع التركيز على أن الامتحان ليس اختباراً لقدراتهم الشخصية، بل فرصة لإظهار ما تعلموه، ومن الضروري الابتعاد عن القلق الناجم عن الشائعات أو التوقعات غير الواقعية، فالأداء الجيد يرتكز على الراحة النفسية والتوازن.
التحفيز على الدراسة
وفقاً للمرشدة التربوية وصال العلي، هناك عدة خطوات يمكن أن تحفز الطفل على الدراسة من دون إجبار، بالعمل على تهيئة بيئة داعمة، أن يكون المكان هادئاً وآمناً وخالياً من المشتتات التي تعيق التركيز، أيضاً الاحتواء العاطفي والتشجيع المستمر يساعدانه على بناء دافع داخلي للتعلم بعيداً عن التوبيخ أو الضغط، كما تلعب المكافآت المرتبطة بالإنجاز دوراً في تعزيز الشعور بالنجاح والتقدم، ويجب تنظيم الوقت بطريقة متوازنة بين الدراسة والراحة، إلى جانب تأمين نوم كافٍ وغذاءٍ صحي، لرفع طاقته الذهنية والجسدية.
وأوضحت إلى أن تعزيز تركيز الطفل أثناء الدراسة يعتمد على استراتيجيات تربوية فعالة، مثل تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاءٍ صغيرة، والاعتماد على الخرائط الذهنية والتسميع الذاتي، واستخدام الورقة والقلم لتلوين العناوين وتحويل الفقرات إلى أسئلة وأجوبة، ما يجعل المذاكرة أكثر متعة وتفاعلية، كما أن المراجعة المنتظمة تساعد على تثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.
وأكدت العلي أن توفير بيئة محفزة وداعمة يساعد الطفل على اكتشاف قدراته الحقيقية، بحيث يصبح التعلم رحلة ممتعة مليئة بالفرص، لا عبئاً يحتاج إلى تجاوز، ومع الدعم والتشجيع تزداد ثقته بنفسه، ويخطو بثبات نحو مستقبله بثقة وإصرار على النجاح.
وأكدت العلي أن توفير بيئة محفزة وداعمة يساعد الطفل على اكتشاف قدراته الحقيقية، بحيث يصبح التعلم رحلة ممتعة مليئة بالفرص، لا عبئاً يحتاج إلى تجاوز، ومع الدعم والتشجيع تزداد ثقته بنفسه، ويخطو بثبات نحو مستقبله بثقة وإصرار على النجاح.