الثورة -فؤاد الوادي:
مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين في قطاع غزة، حيث استشهد وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية أن حصيلة مجزرة الاحتلال التي ارتكبتها صباح اليوم في مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج من مدينة غزة، ارتفع إلى 36 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، وأغلبهم باتوا جثثا متفحمة.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة للحرائق المشتعلة في خيام المدرسة عددا كبيرا من الأطفال بين شهداء وجرحى.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة أسفر عن استشهاد 53939 فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 122797 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
على جانب آخر، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى درجة كارثية، قائلة إن هناك “نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي”.
وبحسب “وفا” ، فقد أوضحت ماكين في مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأمريكية، أن المعونات الإنسانية الوافدة إلى قطاع غزة لا تفي بالحاجة الفعلية، ووصفتها بأنها “نقطة في بحر” مقارنةً بحجم الاحتياجات.
وقالت ماكين إن “هناك نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، وقد يكونون على شفا المجاعة”.
وأضافت مديرة البرنامج الأممي:”لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد هؤلاء الناس يموتون جوعًا دون أي تدخل دبلوماسي من الخارج لمساعدتنا في توزيع المساعدات”.
اعتقالات وهدم في الضفة
أما في الضفة الغربية فقد قالت ” وفا ” إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ120 على التوالي، ولليوم الـ107 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني واستفزازات متواصلة واعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وأفادت الوكالة بأن قوات الاحتلال دفعت صباح اليوم بتعزيزات عسكرية إلى مخيم طولكرم ومحيطه، وذلك بعد أن أعلنت يوم أمس تنفيذ مخطط هدم منازل ومبانٍ سكنية، الذي أعلنته في الأول من الشهر الجاري.
وأضافت، أن قوات الاحتلال لاحقت الفلسطينيين من أصحاب المنازل المهددة بالهدم، أثناء محاولتهم الدخول إلى المخيم لإخلاء مقتنياتهم، واحتجزت عددا منهم، وفتشتهم بعد الاستيلاء على هوياتهم، رغم سماحها المسبق لهم بالدخول، حيث طال هذا الإجراء طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعيها.
وبينت”، أن الاحتلال أمهل الفلسطينيين في 20 بناية سكنية في حارتي “العكاشة” و”دبة أم جوهر” بإخلاء محتويات منازلهم، تمهيدا لهدمها.
وفي خطوة مفاجئة، أقدمت قوات الاحتلال على تغيير مسار الدخول إلى المخيم، بعد أن كانت قد أعلنت في وقت سابق أن الدخول سيكون من المدخل المقابل للإشارات الضوئية في شارع نابلس، إلا أن جنود الاحتلال منعوا الفلسطينيين من الدخول من هذا المدخل، وأجبروهم على العودة إلى المدخل الرئيسي الشمالي، تحت التهديد.
وفي موازاة ذلك، يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافق مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى، فيما أقدمت قوات الاحتلال بعد منتصف الليل على إشعال النيران في حارة المنشية في مخيم نور شمس.
وقد أدى هذا التصعيد المستمر إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليا، و2573 منزلا بشكل جزئي، فضلا عن إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.