الثورة – نيفين أحمد:
في مؤشر جديد على عودة سوريا إلى الحاضنة العربية، أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ عبد الله اليحيى أن السفارة السورية في الكويت سيُعاد فتحها قريباً، مشيراً إلى وجود خطة مشتركة من دول مجلس التعاون الخليجي لمساعدة سوريا في مرحلة التعافي السياسي والاقتصادي.
وجاء إعلان اليحيى على هامش الدورة الـ164 لاجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، التي انعقدت في العاصمة الرياض، وذلك بعد أيام من زيارة رسمية للسيد الرئيس أحمد الشرع إلى الكويت هي الأولى له منذ توليه منصبه مطلع العام الجاري.
وقال اليحيى في تصريحات صحفية: “ننظر إلى سوريا كدولة شقيقة ذات دور مهم في استقرار المنطقة، وهناك توافق خليجي على دعم عودتها الفاعلة للحاضنة العربية”، مضيفاً أن “فتح السفارة السورية في الكويت بات مسألة وقت، والإجراءات تسير بسلاسة”.
وزيارة الشرع إلى الكويت يوم الأحد الماضي اعتبرت خطوة بارزة في مسار عودة العلاقات الخليجية السورية، حيث استُقبل رسمياً من قبل أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وعُقدت مباحثات تناولت الملفات السياسية والاقتصادية إلى جانب الوضع الإقليمي الراهن.
وأكد الجانبان، وفق بيان رسمي على “أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، ودعم جهود الحل السياسي الذي يضمن أمنها واستقرارها”، إضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاستثمار والطاقة والإغاثة.
وجاءت زيارة الشرع مؤخراً للكويت ضمن حملة دبلوماسية يقوم بها الرئيس الشرع لتعزيز موقع سوريا إقليمياً ودولياً بعد فترة طويلة من القطيعة مع عدد من الدول العربية، حيث تعد الكويت المحطة العربية السابعة التي يزورها منذ توليه مهامه في يناير 2025.
كانت الكويت من الدول التي خفّضت التمثيل الدبلوماسي مع سوريا منذ عام 2012 على خلفية سياسات النظام السابق، أما اليوم ومع عودة سوريا الجديدة يشهد الوضع تغيراً تدريجياً في المواقف الخليجية في إطار سياسة “الانخراط لا العزل.
عودة السفارة السورية للكويت تعكس مؤشراً على تطور العلاقات الرسمية وعودة دمشق إلى الطيف الدبلوماسي العربي. كما تمثل جزءاً من الجهود الإقليمية لضبط التوازنات في الملف السوري بعيداً عن النفوذ الإيراني وغيره، وتُمهّد الطريق لإعادة العمالة السورية إلى السوق الخليجية بشكل شرعي ومنظم. كما تساهم أيضاً في إعادة بناء جسور الثقة بين الحكومة السورية والكتلة العربية، تمهيداً لأي مبادرة سياسية أوسع.
