الثورة – نيفين أحمد:
تبرز البادية كواحدة من المساحات الأكثر تضرراً، والأكثر قابلية للتحوّل الإيجابي إذا ما أُحسن استثمارها، وذلك في خضم التحديات البيئية والمناخية التي تضرب المناطق الهشة بيئياً.
وبهدف تطوير الإدارة المستدامة للمراعي ورفع كفاءة الكوادر المحلية نفذت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” مبادرة بعنوان “القياسات النباتية، وتقدير الحمولة الرعوية” لمهندسين من الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية.
وهي خطوة باتجاه إرساء مفاهيم إدارة متكاملة للمراعي من خلال تعزيز قدرة الفنيين السوريين على تقدير الحمولة الرعوية بدقة، واستخدام أدوات علمية في مسح الغطاء النباتي وتعلّم تقنيات الاستشعار عن بُعد وربطها بالتخطيط الرعوي المستدام.
وشارك في المبادرة 14 مهندساً ومهندسة من مختلف فروع هيئة البادية السورية، في جولات ميدانية في مواقع فعلية من البادية، بإشراف خبراء من “أكساد”، وجرى التركيز على مؤشرات إنتاجية المراعي وحساب الطاقة الاستيعابية للثروة الحيوانية، وكيفية تفادي الرعي الجائر ومخاطره.
المدير العام للهيئة العامة للبادية الدكتور بيان العبد الله قال: ما تقوم به “أكساد” هو تأسيس لرؤية جديدة في إدارة البادية تعتمد على الدقة العلمية والتخطيط البيئي طويل الأمد، ولا بد من الاشارة أن تنمية البادية لا تنفصل عن مستقبل الزراعة السورية إذ تُشكّل المراعي مصدراً حيوياً لتغذية الثروة الحيوانية وتوفر فرص عمل واستقرار بيئي واقتصادي، وتعمل منظمة “أكساد” على نقل أحدث الممارسات في إعادة تأهيل المراعي المتدهورة، مكافحة التصحر، تقنيات الحفظ الرعوي.
مشروع طويل الامد
وتأتي المبادرة بالتزامن مع التغير المناخي والجفاف المتكرر وفقدان التنوع النباتي في المراعي السورية، والذي يفرض الحاجة إلى جيل جديد من الفنيين المدربين على اتخاذ القرار بناءً على بيانات ميدانية دقيقة والتعامل مع التحديات الرعوية المعقدة، والمساهمة في صنع سياسة زراعية راعية للبادية.
من جانبهم أعرب المشاركون عن امتنانهم لمستوى المعلومات والأدوات المقدّمة خاصةً ما يتعلق باستخدام أجهزة القياس والتقييم النباتي، والتعرف على كيفية ربط الإنتاج الحيواني بالإنتاج النباتي بشكل دقيق.
بدورها أكدت المنظمة على التزامها بمواصلة هذا النوع من البرامج النوعية، لا كحدث معزول، بل كمشروع طويل الأمد لإعادة الاعتبار للبادية السورية، ورفع كفاءة من يديرونها لتكون كما يجب سنداً مستداماً للزراعة والثروة الحيوانية لا عبئاً منسياً.