الثورة – خاص
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من قصفها على مواقع عسكرية في ريف درعا جنوبي سوريا، بعد منتصف الليل، عقب إعلانها سقوط صواريخ من نوع “كراد” في مناطق مفتوحة داخل الأراضي المحتلة في الجولان المحتل، وسارع المسؤولون الإسرائيليون لإطلاق تهديدات بالتصعيد وتحميل السلطات السورية مسؤولية الهجوم الذي تبنته مجموعة مجهولة.
وفق مصادر “الثورة” فإن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت بعد منتصف الليل مواقع الفوج 175 قرب مدينة إزرع ومحيط تل المال، وتل المحص بين بلدة نمر ومدينة جاسم بريف محافظة درعا، ومنطقة سعسع، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن هذه الغارات جاءت رداً على إطلاق قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وحمّل الجيش الإسرائيلي في بيانه عقب الغارات، السلطات في دمشق المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيواصل التصدي لأي تهديد يشكل خطراً على “إسرائيل”.
وعقب إعلان سقوط صواريخ في الأراضي المحتلة، تبنى فصيل مجهول أطلق على نفسه اسم “كتائب الشهيد محمد الضيف” مسؤولية الهجوم، وبالعودة إلى بيان صادر عن الفصيل، فإنه تأسس في 31 مايو 2025 أي قبل يومين فقط، في حين سارعت حركة حماس لنفي أي صلة لها بهذه الكتائب، في وقت زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المنطقة تشهد وجوداً مكثفاً لتنظيمات مثل حماس ومنظمات جهادية.
وفي سياق الرد الرسمي السوري، أدانت وزارة الخارجية السورية في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، بشدة القصف الإسرائيلي على درعا، معتبرةً أنه انتهاك صارخ للسيادة السورية ويزيد التوتر، داعيةً إلى التهدئة والحلول السلمية.
وأكدت الوزارة عدم التحقق من صحة الأنباء حول إطلاق نار من الأراضي السورية تجاه إسرائيل، محذرة من محاولات استغلال الموقف وزعزعة الاستقرار لتحقيق مصالح خاصة، وشددت على أن سوريا لا تشكل تهديداً لأي طرف، وأن أولوياتها في الجنوب تكمن في بسط سلطة الدولة والقضاء على السلاح غير النظامي لضمان أمن واستقرار المواطنين.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حمّل الرئيس السوري “أحمد الشرع” المسؤولية المباشرة عن الهجوم، متوعداً بأن الرد الإسرائيلي سيكون حاسماً ولن يسمح بتكرار ما حدث في أكتوبر الماضي.
من جهته، نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية أن أفراداً من حماس ينشطون في الأراضي السورية، ويشجعهم قيادات في لبنان والضفة الغربية على الهجوم، وقال الموقع إن الرئيس “الشرع” لا يسعى لتصعيد التوتر مع إسرائيل في هذه المرحلة، خاصة مع وجود تقارير عن نية إدارة ترامب لاستضافته.
أيضاً، أكد رئيس مجلس الجولان الإقليمي ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة الشمالية لحماية السكان، مشدداً على أن أي خرق للهدوء سيُقابل بحزم، مؤكداً أن الجولان أرض استراتيجية وطنية.
بدوره، انتقد يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين، رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس، معتبراً أن إسرائيل ليست في مأمن طالما بقيت قيادتهم، وسط تحديات أمنية متصاعدة في غزة واليمن.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تشهد فيها سوريا حالة من الحراك الدبلوماسي العربي والغربي الواسع، في سياق دعم السلطات السورية للخروج من دوامة الحرب والبدء بمرحلة التعافي، تستثمر إسرائيل القلقة من هذا التقارب لاسيما الأمريكي لإثارة الاضطراب في المنطقة، وتعطيل الجهود الدولية لإعادة بناء الدولة السورية وتمكينها.