الثورة – همسة زغيب:
نفذ الحرفي محمد فواز الشعراني عدة أعمال خشبية محفورة يدوياً، وتصاميم منحوتة ومفرغة على الخشب، عاكساً من خلالها ذوقاً فنياً راقياً وجميلاً، وأتت نابعة من حبه لهذه الحرفة التي تجمع بين أصالة التراث والحداثة.
يضيف إبداعاته ولمساته الخاصة، وتتم عملية قص الأجزاء بدقة من دون إتلاف الأجزاء المتبقية، لتفريغ الخشب على شكل زخارف باستخدام منشار خاص اسمه “الآركت”، وجميع الأشكال المحفورة والنقوش المتنوعة هي رموز مختلفة من البيئة.
تحدث الشعراني لصحيفة الثورة، مؤكداً أن نحت وتفريغ الخشب يضفي جمالاً للمكان، ويتطلب تحكماً عالياً بأدوات الحفر، ويحتاج إلى مهارات وخبرة عالية، كما يستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى الشكل المطلوب، ففي البداية يقوم الحرفي باختيار الأدوات المناسبة، ونوع الخشب المناسب، ويبدأ نحت الخشب يدوياً ويحول القطعة إلى تحفة فنية ومنحوتة نابضة بالحياة.
ويشير إلى أن هذه الحرفة تعود للعصورالقديمة، ولكنّها انتشرت مؤخراً على نطاق واسع على شكل لوحات مختلفة تمثل رسوماً لأشكال هندسية مختلفة، وآيات وحكم، ونباتات وأزهار معينة، وطيور، كما تستخدم في صناعة إطارات اللوحات وفي الديكورات الداخلية للأبنية والمساجد والكنائس، وصناعة الأثاث الفاخر والأبواب والنوافذ، نظراً لسهولة التعامل مع الخشب بفضل خصائصه اللدنة التي تسمح بنحت أدق لأصغر التفاصيل.
ويتم إعداد اللوح الخشبي للنقش، ويكون من خشب “السنديان، والجوز، والزيتون، والصنوبر”، وهناك الأخشاب اللينة التي يسهل تشكيلها وتفريغها، والأخشاب الصلبة المعروفة بمقاومتها للعوامل الجوية، واختيارالتصميم ونقله للسطح الخشبي، وينبغي أن تكون ريشة الحفر مُناسبة وفق شكل التصميم المرغوب، ويفضل أن يكون الخشب ناعم لسهولة تطبيق النقش عليه، ثم تثبت الرسمة على الخشب في مكان محدد، وتبدأ عملية النقش باستخدام أداة النحت، وعند الانتهاء من النقش وتلميع الخشب لإزالة العلامات الزائدة تبدأ عملية قص الأجزاء بدقة بالغة من دون إتلاف الأجزاء المتبقية، وتوضع الأصباغ أو الألوان لإضافة لمسات نهائية إلى النقش لتصبح بالشكل المطلوب.