الثورة- منهل إبراهيم:
تتابع قنوات الإعلام الغربية باهتمام كبير جهود الحكومة السورية في مكافحة الحرائق الكبيرة التي نشبت في مناطق واسعة من البلاد، والعنوان الأبرزهو تفاني رجال الإطفاء والدفاع المدني وجهود الحكومة السورية المستمرة في مواجهة الحرائق، ومشاركة الأردن وتركيا في محاولة احتواء الأزمة.
وتؤكد “بي بي سي” أنه “بعد أكثر من ستة أشهر على سقوط النظام المخلوع، لا تزال سوريا تعاني تداعيات نزاع استمر أكثر من عقد، ومنها مخلفات متفجرة منتشرة في مناطق واسعة من البلاد، كما أن السيطرة على النيران والحرائق تتطلب إمكانيات غير متوفرة في بلد أنهكه النزاع الطويل”.
ولفتت “بي بي سي” إلى أن موجة الحرائق التي تضرب المنطقة الساحلية أتت على أكثر من 5600 هكتار (نحو 56 كيلومتر مربع) من الأراضي الزراعية والغابات، مؤكدة أن اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة كانا السبب وراء انتشار النيران.
وركزت الشبكة الإخبارية البريطانية على الإجراءات المتخذة بالدفع بتعزيزات من قوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية، ضمن جهود إخماد الحرائق، التي انتشرت على مساحات واسعة في ريف اللاذقية، مشيرة إلى أن المناطق التي تنتشر فيها الحرائق تقع ضمن منطقة الساحل السوري، وهي منطقة تحمل طابعاً ريفياً، وتنتشر فيها الغابات والجبال والتضاريس الوعرة.
وقالت “بي بي سي”: إنه “لم تقتصر جهود الإسناد في إخماد الحرائق على فرق الإطفاء الداخلية والأمن، إذ أكدت الحكومة أن كلّاً من تركيا والأردن يساندان جهود الإخماد، عبر فرق برية ومروحيات متخصصة”.
وأعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، دخول الفرق الأردنية الأراضي السورية عبر معبر نصيب الحدودي في محافظة درعا، وانطلاقها فوراً نحو مناطق الحريق، دعماً لعمليات الإطفاء التي تنفذها فرق الدفاع المدني السوري.
من جانبها، أكدت مديرية الأمن العام في الأردن، إرسالها مجموعة من فرق الإطفاء المتخصصة من الدفاع المدني للمساعدة في إخماد الحرائق في اللاذقية، فيما أكد الجيش الأردني أنه أرسل طائرتين مروحيتين من طراز “بلاك هوك”، مزوّدتين بطواقم متخصصة ومعدّات فنية، للمساهمة في السيطرة على بؤر النيران.
ونقلت “بي بي سي” عن مصادر صحفية سورية إشارتها إلى أن وزارة الدفاع السورية تشارك في جهود إخماد الحرائق بدعم أردني وتركي بالمروحيات والطواقم.
وتعرضت سوريا في السنوات الأخيرة لموجات حر شديد وتراجع في الأمطار وحرائق أحراج متكررة، وذلك في سياق ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أفادت في حزيران الماضي، أن سوريا “لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ ستين عاماً”، محذرة من الحرائق، ومن أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي في بلد أنهكه الحرب ويحتاج لدعم دولي في كافة القطاعات.