الثورة:
أعلن محافظ درعا، أنور الزعبي، عن تشكيل لجنة طوارئ مكلّفة بمتابعة أوضاع المهجّرين الوافدين من محافظة السويداء، بعد موجة العنف التي طالت عشائر البدو، وما رافقها من عمليات تهجير قسري واسعة.
وذكرت الحسابات الرسمية لمحافظة درعا، اليوم الجمعة، أن اللجنة برئاسة المحافظ الزعبي، تعمل على تنسيق جهود المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي لتأمين المأوى والدعم العاجل للنازحين.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن نحو ألف عائلة اضطرت لمغادرة مناطقها في ريف السويداء عقب الهجمات التي شنّتها مجموعات وُصفت بأنها “خارجة عن القانون” ضد عشائر البدو، وقد توزعت العائلات المهجّرة في مناطق متعددة بمحافظة درعا، أبرزها بصرى الشام ومعربة والغرية الشرقية والحراك وإزرع وبصر الحرير.
وشرعت اللجنة، وفق المصادر ذاتها، في توفير مراكز إيواء مؤقتة وتوزيع المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية الأساسية، إلى جانب تقديم الرعاية الصحية للمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضّع.
وكانت فصائل محلية في السويداء قد نفّذت، يوم الخميس، هجمات وصفت بالانتقامية استهدفت قرى تقطنها عشائر البدو، وأسفرت عن ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت القتل والتهجير القسري، واقتحمت الفصائل المسلحة عدة قرى في ريف السويداء الغربي، وأجبرت السكان على النزوح تحت التهديد المباشر، مشيرة إلى عمليات تصفية ميدانية طالت مدنيين، من بينهم نساء وأطفال.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق مشاهد مروعة لعائلات مشرّدة، وجثامين نساء وأطفال ملطخة بالدماء، ما أثار موجة غضب واسعة وتنديدات بانعدام الحماية للسكان.
وأطلقت عائلات من البدو نداءات استغاثة إلى العشائر السورية والحكومة الانتقالية للتدخل الفوري وفتح ممرات إنسانية، وسط تقارير عن محاصرة عشرات العائلات قرب جبل شهبا، وخشية من تكرار المجازر بحقهم.
وكان أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة استجابةً للتدهور الأمني والإنساني الذي تشهده محافظة السويداء، مشيراً إلى أن الخطوة جاءت تلبيةً لنداءات الاستغاثة من المدنيين المتضررين جراء التصعيد.
وأوضح الصالح، في منشور عبر منصة “إكس”، أن غرفة العمليات تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، وفرق الدفاع المدني السوري، إلى جانب منظمات إنسانية محلية ومؤسسات خدمية، وتعمل على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإسعاف والإخلاء للسكان المتضررين.
وبحسب البيان، فقد تم منذ صباح الخميس 17 تموز 2025 إسعاف أكثر من 570 جريحاً، ونقل 87 جثماناً من ضحايا التصعيد، إضافة إلى إجلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أماناً.