الثورة – لينا شلهوب:
في مشهد لم يكن متوقعاً، فوجئ طلاب الصف التاسع في مختلف المحافظات، بنتائج امتحانات التعليم الأساسي التي جاءت غير متوقعة مقارنة بما بذلوه من جهد على مدار عام كامل من الدراسة والتحضير، ومع أن يوم إعلان النتائج كان يفترض أن يكون محطة فرح وأمل، إلا أنه تحول إلى لحظة غياب الأمل للكثير منهم، بعدما كشفت الأرقام أن نسبة النجاح العامة لم تتجاوز 49 بالمئة، أي أن أكثر من نصف المتقدمين لم يحققوا النجاح، وهو ما اعتبره الطلاب وأولياء أمورهم مؤشراً يستوجب التدخل العاجل من وزارة التربية.
أظهرت الإحصاءات أن نسبة نجاح الطلاب النظاميين بلغت 53.7 بالمئة، فيما لم تتجاوز نسبة نجاح الطلاب الأحرار 21 بالمئة، مع تسجيل 121 طالباً وطالبة فقط ضمن قائمة الأوائل، أما الوجه الأكثر قسوة في هذه النتائج فتمثل في رسوب أكثر من 175 ألف طالب، ما زاد من حدة القلق لدى الأسر، ودفع المطالبات بإيجاد حل إنقاذي قبل بدء العام الدراسي المقبل.
أصوات الطلاب
في لقاءات مع عدد من طلاب التاسع، عبّروا عن عدم رضاهم للنتائج، مؤكدين أنها لم تعكس جهدهم، الطالبة ليان عزام أوضحت أنها درست طوال العام ولم تترك درساً من دون مراجعة، إلا أن النتيجة لم تعكس جهدها، وحصلت على نتيجة متدنية جداً حالت من دون تحقيق حلمها بالدخول إلى المرحلة الثانوية.
أما الطالب رامي الدعيبس فأشار إلى أن الأسئلة في معظم المواد كانت لا تخلو من الصعوبة، وتوقّع أن يعوّض التصحيح ذلك، لكن النتائج جاءت من دون التوقعات، وكانت قاسية للأسف.
فيما طلاب آخرون أكدوا أن بعض المواد، الأسئلة فيها تراوحت ما بين الأقل صعوبة والسهلة نوعاً ما، ومنها ما كانت فوق مستوى الطالب المتوسط، ما جعل حتى المجتهدين عرضة لانخفاض معدلاتهم.
الأهالي بدورهم انقسموا بين من حمّل الوزارة مسؤولية التدني الكبير في النسب، ومن تساءل عن سبب هذا الانخفاض الحاد، أبو خالد- والد أحد الطلاب، طالب وزارة التربية بتوضيح أسباب هذه النتيجة، فيما قالت أم غنوة: إن ابنتها المتفوقة جاءت نتيجتها متدنية، وهي كانت من المتفوقين، لكن معدل نتائجها متدنٍ جراء انخفاض العلامات، والصدمة، إذا كان الطلاب المتفوقون حصلوا على هكذا نتائج، فكيف حال الطلاب بالمستويات الأقل، مطالبة بإعادة النظر بالنتائج.
المطلب المشترك
أمام هذه المعطيات، توحّدت أصوات الطلاب والأهالي في مطلب واحد، وهو إجراء دورة استثنائية عاجلة، تمنح الراسبين فرصة جديدة، مع مراجعة آلية التصحيح، وضمان الشفافية في تقييم أوراق الامتحان، هذا المطلب بات بالنسبة للكثيرين ليس خياراً بل ضرورة، لحماية مستقبل آلاف الطلاب ومنع تحول الإحباط إلى فقدان للأمل.