بانتظار لقاء ترامب – بوتين.. دعوات أميركية لوقف القتل في أوكرانيا

الثورة ـ ترجمة ختام أحمد:

بعد ثلاث سنوات ونصف من المذبحة في أوكرانيا، يُمثل اللقاء المتوقع قريباً بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصةً لإيجاد حل سلميٍ لحربٍ مروعة.

تشير التقديرات إلى مقتل ما يصل إلى 100 ألف أوكراني، كثير منهم مدنيون، بالإضافة إلى أكثر من ضعف هذا العدد من القتلى في صفوف القوات الروسية.. كما جُرح مئات الآلاف من كلا الجانبين، ودمر القصف الروسي العديد من المدن والبلدات الأوكرانية.. من المتوقع أن تُصدر إدانات لقمة ترامب وبوتين من الديمقراطيين في الكونغرس، الذين يُعنون بتحقيق مكاسب سياسية أكثر من فتح باب دبلوماسي للسلام.

وبينما سيُشيد معظم القادة الجمهوريين بترامب مهما فعل، فإن ضغوط ما يُسمى بمؤسسة الأمن القومي قد تُضرّ بآفاق التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا.في الأسبوع الماضي، قدّمت السيناتور ليزا موركوفسكي (جمهورية-ألاسكا) والسيناتور جين شاهين (ديمقراطية-هاواي) مشروع قانون لمنح أوكرانيا مساعدات بقيمة 54.6 مليار دولار على مدار العامين المقبلين، مع تخصيص مليارات كثيرة منها مباشرةً لتسليح الجيش الأوكراني. في حال فشل قمة ترامب – بوتين، قد تتحسن الآفاق الضئيلة لمثل هذا التشريع، هذا الوضع يُعطي دافعاً لعشاق الحرب ومناصري المجمع الصناعي العسكري لرفض القمة.

بينما تُمثل موركوفسكي الآن رأياً أقليةً بشأن أوكرانيا بين زملائها الجمهوريين، تُعتبر شاهين من أبرز مؤيدي زملائها الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.. حتى بعد كل المعاناة والدمار في أوكرانيا، لا يبدو أن هناك من يهتم حقاً بإعطاء السلام فرصة.أما ترامب، فقد تحدث أحياناً عن السعي لتحقيق السلام في أوكرانيا، حتى مع موافقته على تسليم كميات كبيرة من الأسلحة لحكومة كييف.

ونظراً لنهجه المتقلب، لا يُمكن التنبؤ بموقفه بعد لقائه بوتين.. يبدو أن معظم الديمقراطيين في الكونغرس راضون عن استمرار حرب لا نهاية لها في الأفق.. لم يُنجز الكثير على الصعيد العسكري سوى المزيد من القتل والتشويه والدمار.

خلال الأشهر الأخيرة، خسرت القوات الأوكرانية أرضاً أمام القوات الروسية. وبينما لا يزال بعض المتشددين يزعمون أن أوكرانيا قادرة على “الفوز” في الحرب بحصولها على ما يكفي من الصواريخ والقنابل والذخيرة وغيرها من الإمدادات من الولايات المتحدة، يسخر الواقعيون من هذه المزاعم.للأسف، بينما تستمر الحرب، يميل الديمقراطيون في الكونغرس إلى اعتبار الدبلوماسية ذريعةً للانحياز. وقد ترسخت نزعتهم الحزبية إلى حد كبير قبل نحو ثلاث سنوات، ما جعل “الدبلوماسية” كلمةً بذيئةً في وصف حرب أوكرانيا.

بدأت الفضيحة في أواخر تشرين الأول 2022 بنشر رسالة موجهة إلى الرئيس بايدن، موقعة من 30 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب، بقيادة النائبة براميلا جايابال (الحزب الديمقراطي عن ولاية واشنطن)، رئيسة الكتلة التقدمية في الكونغرس. اتسمت الرسالة بالحكمة في لهجتها ومضمونها، مؤكدةً دعمها لأوكرانيا، ومُدينةً “حرب روسيا العدوانية” إدانةً مناسبة.. لكن الموقعين على الرسالة وقعوا في مأزق فوري، لأن الرسالة وازنت بين دعمها لتسليح أوكرانيا والحثّ على اتخاذ خطوات حكيمة من شأنها وقف حرب لا نهاية لها في الأفق.

بعد يوم واحد فقط، أصدرت جايابال بياناً أعلنت فيه أن “الكتلة التقدمية في الكونغرس تسحب رسالتها الأخيرة إلى البيت الأبيض بشأن أوكرانيا”.

وقد رأى بعض أعضاء الكتلة أن هذا الانسحاب المفاجئ كان تراجعاً صادماً ومحرجاً عن موقف دبلوماسي.منذ ذلك الحين، استمر قطار الحرب في الانطلاق، دون أي عائق. ومثل المسؤولين المنتخبين في واشنطن، ينظر الناخبون إلى الحرب من منظور حزبي.أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في مارس أن 79% من الديمقراطيين يرون أن الولايات المتحدة لا تبذل جهوداً كافية لمساعدة أوكرانيا، وهي زيادة كبيرة عن نسبة 48% المسجلة في نهاية العام الماضي. وخلال الفترة نفسها، ظل عدد الجمهوريين الذين شملهم الاستطلاع والذين يحملون هذا الرأي أقل من 15%.لقد حان الوقت للأمريكيين وممثليهم المنتخبين أن يضعوا جانباً التعصب الحزبي، وأن ينظروا إلى حقيقة ما هو على المحك في حرب أوكرانيا.. فالقتل المستمر ليس حلاً على الإطلاق.

إن إعادة بناء الوفاق بين واشنطن وموسكو أمرٌ ضروري، ليس فقط من أجل الأوكرانيين والروس الذين لا يتوقفون عن الموت، بل من أجل العالم أجمع.. يجب على القوتين النوويتين العظميين الانخراط في حوار ودبلوماسية حقيقية لضمان بقاء الأجيال القادمة في جميع أنحاء العالم .

 

  المصدر ـ Common Dreams

آخر الأخبار
مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي "التربية والتعليم" تعلن آلية جديدة لتغيير أسماء بعض المدارس مدارس حلب تستقبل طلابها بحلّة جديدة الشرع يلتقي ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الهولندي في نيويورك "حقائب ولباس مدرسي".. مبادرة أهلية تخفّف أوجاع العام الدراسي تطوير البرامج الإنسانية والتنموية في حلب  أونماخت: مشاركة سوريا بالأمم المتحدة تفتح الباب لمرحلة جديدة  وزير الصحة يفتتح مركز معالجة الأورام السرطانية في درعا  تراجع إنتاج الزيتون في حماة بنسبة40 بالمئة بسبب الجفاف  هل حققت "مهرجانات العودة للمدرسة" الجدوى والهدف؟  الحوكمة في سوريا.. ركيزةٌ غائبةٌ لريادة الأعمال وفرصةٌ لمستقبل زاهر  إدلب تستعيد نبضها.. مبادرة "الوفاء لإدلب" تكتب فصلاً جديداً  التعليم المهني.. جسرٌ نحو المستقبل وفرص الحياة الواعدة  الخطاب الرئاسي يؤكد أن سوريا تنتمي لمناضليها في الداخل والخارج  باحث سياسي : خطاب الشرع يؤسس لمرحلة من التعافي و النهوض والانفتاح  تعهد ترامب الحازم ..هل سيمنع نتنياهو من ضم الضفة؟ "النشرة الضوئية"..  فجوة تضع المواطنين بمواجهة منتحلي الصفة الأمنية موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3