ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير..علي قاسم: لم تتردد سورية يوماً في إبداء حسن النية تجاه المبادرات، من أي نوع و في أي اتجاه، وأبدت كثيراً من الهدوء وضبط النفس تجاه تجاوزات..
في السياسة والمواقف والتصريحات.. لم تخلُ في أحيان كثيرة من مهاترات ارتأت سورية أن تترفع عنها.
واليوم، وسط هذه العاصفة من المهاترات السياسية لحكومة أردوغان وزمرته، والطريقة الهوليودية بنسختها الرديئة في القرصنة والإساءة إلى حسن الجوار والعلاقات مع سورية، تعاطت سورية بردود فعل موضوعية، اتسمت بالجدية والمسؤولية، بما يحفظ سيادتها وحقها المشروع في تأمين سلامة أراضيها، ومعالجة أي خلل وفق القنوات المشروعة والمعروفة في الأعراف الدبلوماسية والتقاليد الدولية.
بعض خفاف العقول، ومراهقي السياسة ومنظّري الأوهام، فهموا المسألة بشكل مقلوب، وترجموا هذه المسؤولية السورية بطريقة معكوسة، لم تكتف ببناء خطوات خاطئة عليها فحسب، بل سوّقت استنتاجات وتفسيرات أيضاً خاطئة!!
وحتى حين كانت في كل الأفكار والمحاولات التي طرحت فإن سورية لم تتردد في تشجيعها وقدمت ما يلزم من جانبها لإنجاحها وأبدت استعدادها للتعاون بما يساهم في ذلك، بينما الضفة الأخرى كانت تلتهب بالتصريحات والمواقف والممارسات المعيقة والمعطلة وأحياناً المجهضة وبتعمد لتلك المحاولات.
والأمثلة ليست حصراً على ما شاب العلاقة السورية مع حكومة أردوغان، وإنما كانت كذلك في كل المسائل التي طرحت دون استثناء، سواء ما يخص الأحداث في سورية أم الارتدادات الناتجة عنها والتداعيات المترتبة عليها.
اللافت أن كل هذه الإيجابية السورية، كانت الأطراف الأخرى تستغلها لمآرب وأهداف أخرى، تارة لزيادة دعم المسلحين وتارة أخرى لتصعيد المواقف السياسية وتسخين لهجة الخطاب، وثالثة لتفخيخ المحاولات الدولية، ورابعة لتفسيرها بشكل مغلوط ومقلوب، والبناء على ذلك التفسير المغلوط، وفي أحيان كثيرة كانت جميعها في بنك أهداف واحد.
الخلط الحاصل بين جدية سورية والتفسيرات المغلوطة التي أدمنت عليها حكومة أردوغان وزمرته، تم هو الآخر توظيفه لتحقيق ما عجزت عنه تلك الأطراف، في النيل من مواقف سورية وصمودها وثبات إرادتها، ولم تتردد أقلامها المأجورة في الغمز من هذه القناة أو تلك، تحت حجج واهية وذرائع كاذبة ومبررات مفبركة، واستخدمت التقارير المسيّسة والاحصاءات المعدّة وفق التمنيات، لا كما هي في الواقع، ولجأت إلى الأرقام المختلقة التي لا تمس الحقيقة ولا تتقاطع معها أبدا،ً بل تناقضها إلى حد الإلغاء.
وحين فشلت وعجزت لجأت إلى حملات منظمة عبر قنوات سياسية وإعلامية ودبلوماسية مستأجرة وبألسنة المرتزقة، لبناء صورة وهمية افتراضية وخيالية كطُعم لبعض السياسيين السذّج والمراهقين، وبعض المنظرين الطوباويين، لتتورم أوهامهم وأحلامهم إلى حد التورط.
الواضح، أن هذا الخلط لا يزال مستمراً.. والخطأ في التقدير والتفسير والاستنتاج، لا يزال متواصلاً، وهو ما يمكن قراءته بوضوح في النسخة الأخيرة من الصفاقة والنفاق التي يصر أردوغان وزمرته تعميمها على المشهد..
فسورية حين تتعامل بجدية ومسؤولية مع كل المحاولات الجادة، سواء فيما يتعلق بتطور الأحداث أو بارتداداتها السياسية، فإنها تنطلق من موقع القوة لا الضعف، وإن سورية رغم أوهامهم وتخيلاتهم وأكاذيبهم، هي بنظر الجميع، أقوى مما اعتقدوا.. وأصلب مما توقعوا.. وأشد ثباتاً وتمسكاً بمواقفها وأكثر مقدرة في الحفاظ على سيادتها وحقوقها..
وسورية التي فاجأت الجميع بمقدرة أبنائها وصمودهم، ستبقى المفاجأة الدائمة التي تعيد ترتيب المعادلات والحسابات والمشاهد..
وحذارِ من الخطأ في قراءة تلك المعادلات، وفهم أبعاد هذه الحسابات؟!!
فما عجزوا عن نيله بالتآمر والمرتزقة والإرهابيين والمخادعين الصغار منهم والكبار لن ينالوه بغمز هنا أو تلميح هناك، وما فشلوا به في مكر السياسة وثعلبة الدبلوماسية وفبركة الأرقام وقولبة الإحصاءات لن يعوضوه بالضجيج والصراخ.. ولا بالأقلام المأجورة!!.
a.ka667@yahoo.com