ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:يعكس «الزعيق» الإعلامي والتهويل والحملة المتفق عليها بين قنوات الفتنة،حقيقة لا تخطئها عين المراقب، وهي تترجم تمنيات وأضغاث أحلام باتت بعيدة أكثر من أي وقت مضى.
هذه التمنيات تترجم في واقع الحال سيناريوهات رسمتها أقبية المخابرات الغربية وسوّقتها بالاعتماد على أذرعها الاستخباراتية التابعة لها في المحيط العربي والجوار الإقليمي، وهو ما يتم تسريبه وتداوله عن معركة دمشق.
خطة الإرهاب التي تقمصتها تلك التمنيات كانت تقتضي في حدّها الأدنى أن تضاف دمشق إلى المدن الأخرى التي أشعلت المجموعات الإرهابية بعض أحيائها ومناطقها، وهذا تطلب حشداً للمسلحين والمرتزقة على نطاق غير مسبوق، في وقت كانت فيه الآلة الإعلامية تجهز ريبورتاجات افتراضية وتعدّ العدة لإغلاق الدائرة في ظل ضخ سياسي متواتر عن متغيرات تجري على الأرض بعد أن هدد الساسة الغربيون مرتزقتهم بإعادة النظر في موقفهم إذا لم يحصلوا على نتائج فعلية ميدانياً.
وفيما كانت حملة التهويل الإعلامي تقطع خطوط عودتها على قاعدة من الافتراض، كانت الخطوات على الأرض تتعثر، بل وتنتقل من انتكاسة إلى أخرى وباتت التغطية الإعلامية سابقة لما يجري على الأرض بمساحة من الصعب تداركها.
الأدهى أن التغطية الإعلامية ظلت منهمكة في افتراضها، فيما المرتزقة والإرهابيون يستغيثون وقد نزعوا ورقة التوت الأخيرة ويفضحون ماجرى في الكواليس.
تزامناً مع ذلك أن قنوات الفتنة بدأت بتجاهل أعداد القتلى في صفوف الإرهابيين في قلب للمعادلة، خشية إنهيار « معنوياتهم » !! وباتت سياسة موحدة لدى تلك القنوات لا تحيد عنها، رغم تدرج الأرقام المعلنة واختلافها من قناة إلى أخرى حسب مرجعيتها السياسية، ومصدر الإرهاب الذي تتلقى منه معلوماتها.
اللافت ان الحملة المنضبطة سياسياً كانت مشتتة على المستوى الإعلامي، وفاشلة في الميدان، لأن التقديرات لم تكن خاطئة فحسب، وإنما مبنية على افتراضات مغلوطة من أساسها، حين عجزت عن فهم قدرات الجيش العربي السوري، وأخطأت في تقدير الوضع الميداني من الناحيتين الجغرافية والتكتيكية والأهم فشلها في إدراك عوامل قوة موقف السوريين الرافضين للفتنة والإرهاب.
حسابات الحقل الإرهابي حين لم تطابق حصاد بيدر مشغليهم، بدت التشظيات الناتجة تحدث خللاً بنيوياً عبّرت عنه حالة الهلع التي تمارس حضورها لدى الإرهابيين والمرتزقة، فيما يتم تظهيرها سياسيا في إضافة المزيد من الفبركات واستخدام آخر الأوراق في التهويل السياسي.
ما يمكن قراءته في كل هذه التجليات الطافية على السطح يؤكد ان المسعى الغربي لا يزال يدور في المستحيل ذاته، وأن صمود السوريين لا يزال يُحيّر المخططين ويُفشل المنفذين ويصيب المراهنين بانتكاسة تضاف إلى انتكاساتهم فحين يزرعون الأوهام لابد أن يحصدوا الخيبة.
هذه دمشق وتلك هي سورية على امتداد مدنها وقراها التي تجدد رؤيتها وموقعها وموقفها في التصدي للإرهابيين، حيثما وجدوا، وكيفما جاؤوا، ومهما يكن السيناريو والتخطيط والتنفيذ، ومهما تكن القوى المراهنة، كبيرها قبل صغيرها، الوضيع منها والأكثر وضاعة، ما انخرط منها في المؤامرة وما تورط، ما كان وكيلاً وما هو أصيل عن ذاته أو بالنيابة عن سادته.
لذلك فإن زعيقهم لا يخفي خيبتهم ولا يصنع انتصارات وتهويلهم لا يلغي فشلهم ولا يبدل في موازين القوى، وافتراؤهم لن يضيف الكثير وقد افتضح أمره، فتلك هي مواقفهم تفضح ما استتر منها، وتكشف عما تبقى من خفايا، فتغيير الوجوه لا يعني توقف العدوان وتعديل الأساليب والأدوات لا يعني انكفاء المستهدفين وما تبقى منهم، بل المعركة حتى النهاية مع الإرهاب ومموليه ورعاته وحماته حيثما وجدوا دولاً وقوى وأطرافاً وأشخاصاً.
a.ka667@yahoo.com