تبدو منصات الأمم المتحدة التي يفترض أنها مكان لتحقيق الأمن والسلم العالميين وقد تحولت إلى منطلق لتمريرالمشاريع الاستعمارية بصيغ جديدة وتحت رعاية رسمية ، بحيث تتحول الشعوب والدول التي ترفض السياسات والمخططات الغربية إلى محميات رسمية لايمكنها أن تفعل شيئا أو تقرر مصيرها إلا بما يرسمه لها هؤلاء القابعون هناك في أوكارالتآمر بأمرة من يريد استلاب مقدرات العالم كله .
واللافت في الأمر أن الأمم المتحدة لا تفعل شيئا إلا ما يصب بخدمة مثل هذه المشاريع ، توظف المندوبين هناك وهناك ، وكل واحد منهم يكلف بمهمة ما ، بعضهم يمضي بها ويعمل على أن يكون ملتزما خط السير الذي حددته له الولايات المتحدة ، لايهمه مما كلف به أي شيء ، فقط العمل وفق أجندة غربية تؤدي بنهاية المطاف إلى رسم خطوط وترسيخها كما يريدها الغرب.
دي ميستورا المندوب الأممي إلى سورية ليس استثناء في هذا الشأن ، ولم يكن الذين من قبله ايضا كذلك ، وإن كان بعضهم حاول الإفلات من ربقة الولايات المتحدة ، إلى حد ما ، وربما نجح ببعض الامور ، وأخفق في أمور شتى، لكن المندوب الذي يريد أن يودع أو يترك منصبه هذا يظن أن السوريين الذين قاوموا الحرب المفروضة عليهم لسبعة اعوام ونيف أنهم سوف يقدمون له ولمشغليه وعلى طبق من ذهب ما عجزوا عن تحقيقه ، لقد أبلغ لأكثر من مرة أن الدستور هو شأن سيادي سوري ، لايحق لأحد في العالم أن يتدخل به ، ربما ثمة مساعدات بسيطة في الاجتماعات واللقاءات ، قد تكون ، لكن صياغته واعداده ، هو شأن سوري ،لايمكن لأحد أن يعمل على استلابه ، نعرف ماذا ما يريدون وإلى يمضون لو أتيح لهم أن يتدخلوا بصياغته .
المشهد السوري الذي يمضي إلى الإنجاز النهائي يرسخ مساراته , والأمر ليس ببعيد , فمن صبر وصابر كل ما مضى لايتعبه القليل ، مع معرفة أن الكثير من الخبايا والمنعطفات والألغام قد تكون جاهزة للظهور فجأة أعدت بعناية ودقة ، ولكنها لن تكون بقادرة على تحقيق ما عجزوا عنه في الميدان .
الأحد 28-10-2018
ديب علي حسن
رقم العدد: 16821