في متلازمة الفشل الأميركي التركي.. مقامرات الرمق الأخير بالشرق.. الانسحاب أحجية واشنطن بحلول عقيمة.. وأردوغان يتلطى خلف أوهامه
بعد أن بدأت دوامة الانسحاب الأميركي تطول صناع الرأي الأميركي وتظهر تقهقر قراراتهم، في ظل ما ظهر من تضارب ملحوظ في الرأي وانعدام أي رؤية واضحة لذلك الانسحاب، يسعى النظام التركي للتعكز على مخرجاته بهدف الحصول على ما يضيف له ولعناوينه العثمانية أي جديد يذكر، بعد أن أفرغتها انتصارات الجيش العربي السوري من مضامينها وجعلتها مجرد أحلام خلبية، فسورية وإن أعطت بعض الوقت لأي تفاهمات قد تجري هنا أو هناك بما يخص الشمال والشرق إلا أن قرارها واضح بهذا الإطار.. وليس الإعلان المفاجئ بالانسحاب ما سيحدث تغييراً عميقاً في ميزان القوى على الساحة السورية، بل إن الانتصارات التي حققها والتي سييحققها الجيش العربي السوري بمساعدة الحلفاء والأصدقاء هي ما أحدثت تلك التغييرات.
أما التطورات التي دفعت المشاهد للجنوح أكثر نحو الفوضى التي يريدها بعض المراهنين في الشمال والشرق والمتعلقة بما سيؤول إليه المشهد القادم جراء تداعيات الانسحاب الاميركي، فجميعها سقطت عند مسرحيات التصعيد التي أفسح لها التركي والأميركي مساحات إضافية تحت عناوين هزلية.
ومن هنا فالخلافات التركية الأميركية ضمن العمل المسرحي الهزيل أصبحت بأبعاد مكشوفة، تجافي الحقيقة بشكل مطلق، والتهديدات التركية بشن عدوان عسكري على شرق الفرات، تفضح استمراريتها، إضافة الى اللعب الأميركي على المصطلحات والألفاظ بما يخدم بشكل ملحوظ الاجندات التركية العدوانية والاستعمارية.
الأمور باتت بحكم المكشوفة ولاسيما في ظل الحديث عن اتفاق أميركي- تركي لإنشاء ما يسمى «المنطقة العازلة» في الشمال السوري على الحدود السورية-التركية، ويغذيها اقتراح أميركي لنشر مرتزقة بدل القوات الأميركية التي ستنسحب من سورية.
مؤسس شركة «بلاك ووتر» الأميركية العسكرية إريك برنس، اقترح على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نشر مقاتلين مرتزقة في الشمال السوري بدل القوات الأميركية التي ستنسحب من البلاد.
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الاجندات الشيطانية الواضحة التي يخطط لها الأميركي ويعمل لتحقيقها داخل سورية وبالتالي يحافظ على مكاسبه سواء كانت الرواية بسحب قواته صحيحة أم مجرد مزاعم وادعاءات.
الى ذلك تناول مسؤولون أمريكيون السبب الذي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إبطاء عملية انسحاب قوات بلاده المحتلة من سورية، رغم إعلانه المفاجئ عن الانسحاب الشهر الماضي.
وبحسب رويترز التي نقلت عن المسؤولين تصريحاتهم من دون الإفصاح عن أسمائهم، فقد كانت الانتقادات اللاذعة تنهال على ترامب في الداخل والخارج لإعلانه المفاجئ الشهر الماضي سحب القوات الأمريكية المحتلة على الفور من سورية، عندما وصل إلى قاعدة الأسد الجوية في العراق في اليوم التالي لعيد الميلاد.
وبحسب الوكالة، فإن «قيادات الجيش الأميركي في العراق هي السبب وراء إبطاء قرار ترامب في طلب الانسحاب، وفق ما نقلته عن المسؤولين الأميركيين.
الى إدلب فالساعات والأيام القليلة الماضية كانت كفيلة بتوضيح ماهية المشهد الميداني هناك واتجاهاته في ظل التمدد الارهابي وسيطرة «النصرة» الارهابية على مناطق كبيرة في المحافظة تحت أنظار الاخواني أردوغان الذي وقف يتفرج من دون تحريك ساكن، في وقت أعاد العزف على نغمة ما يسمى المنطقة الآمنة، الأمر الذي رفضته الدولة السورية واعتبرته بمثابة احتلال لأراضيها.
فالصمت التركي حيال تقدم إرهابيي «النصرة» غير مفهوم، حيث كانت تدور اشتباكات عنيفة بين إرهابيي «النصرة» مع فصيل «أحرار الشام» الارهابي والذي يعد من الفصائل التي تدعمها أنقرة، بالقرب من نقطة المراقبة التركية في ريف حماة الغربي ولكن القوات التركية لم تقم بتقديم أي دعم عسكري لإرهابيي «الأحرار» حيث باتت «النصرة» تتمد في ريف حماة وإدلب أمام أنظار التركي الذي بقي شاهداً على هذه التطورات.
روسيا بدورها وضعت النقاط على الحروف من جديد معلنة ضرورة إعطاء شمال سورية للدولة السورية وإخضاع سيطرتها للجيش العربي السوري.
أما فيما يتعلق بتمدد الإرهابيين في إدلب وتنفيذ اتفاق سوتشي قالت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف: نحن مهتمون بتحقيق الاتفاقيات التي تم التوصل اليها بين روسيا وتركيا بشأن منطقة إدلب وهي لا تخول الارهابيين الحركة بحرية بينما يواصلون اطلاق النار علی مواقع الجيش العربي السوري ومواقع مدنية ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887