إقرار أميركي بأن الهدف إعادة تشكيل أميركا اللاتينية.. أوروبا تركب موجة ترامب باستهداف فنزويلا.. وموسكو تحمّل واشنطن تبعات الفوضى

النزعة العدوانية التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع دول العالم تستمر وتتمادى وخصوصاً في ظل رئيس لا يقيم وزنا لإرادة الشعوب، فواشنطن وبعد فشل مخططاتها في أكثر من دولة ولتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي عن الأزمات والفضائح التي تتخبط بها هذه الإدارة ذات النهج التخريبي في مختلف بقاع العالم، تصب جام حقدها اليوم على الشعب الفنزويلي الملتف حول قيادته الشرعية.
ويبدو من مجريات الأحداث أن الولايات المتحدة تخطط وفي انتهاك سافر للقانون الدولي لتدخل عسكري في فنزويلا التي تنتهج سياسة تحررية مستقلة وتتعرض نتيجة لمواقفها تلك منذ الثالث والعشرين من الشهر الجاري لمحاولات ممنهجة لزعزعة استقرارها عقب إقدام ترامب على اعتبار زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو «رئيساً انتقالياً» لفنزويلا بعد وقت قصير من إعلان الأخير توليه مهام الرئاسة في محاولة انقلاب على السلطة الشرعية.
وقد كشف مسؤولون في الإدارة الأميركية لصحيفة «وول ستريت جورنال» أنّ دفع واشنطن باتجاه إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هو الخطوة الأولى في سياق خطة أوسع لإعادة تشكيل أميركا اللاتينية.
وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأميركيين يتطلعون بعد فنزويلا وكوبا إلى نيكاراغوا، وكبح نفوذ إيران وروسيا والصين.
وكانت الصحيفة قد كشفت في وقت سابق أن السلطات الأمريكية أعدت قبل أسابيع خطة سرية لقلب نظام الحكم في فنزويلا موضحة أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اتصل هاتفياً بخوان غوايدو ليلة الثالث والعشرين من الشهر الجاري ووعده بتقديم واشنطن كل الدعم له إذا أعلن نفسه رئيساً مؤقتا للبلاد وأملى عليه خطة التحرك.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الوعود التي قطعها بنس هي التي أطلقت الخطة فبعد المحادثة مباشرة قال المصدر لصحيفة وول ستريت جورنال إن غوايدو أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا وبعد دقائق فقط على ذلك أعلنت الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وعدة بلدان أخرى موالية لواشنطن اعترافها به رئيساً لفنزويلا.
وما كشفته وول ستريت جورنال لم يكن جديداً حيث كان ترامب أعلن في آب 2017 أن الخيار العسكري «مطروح للتعامل مع فنزويلا» مدعياً بأن «الناس هناك يعانون ويموتون ولدينا العديد من الخيارات لفنزويلا بما في ذلك إذا لزم الأمر الحل العسكري».
الخارجية الروسية أكدت من جهتها أن التهديد باندلاع نزاع مسلح واسع النطاق في فنزويلا ما زال قائماً.
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا المجتمع الدولي إلى تقييم تبعات العقوبات النفطية الأميركية على كراكاس، متهمةً واشنطن بمنع المعارضة الفنزويلية من فتح حوار مع الحكومة.
ورحبت زخاروفا بعدم رغبة عدد من بلدان أميركا اللاتينية الانسياق وراء المسار العسكري الأميركي ضد فنزويلا.
في هذه الأثناء أفادت قناة الميادين بخروج تظاهرات حاشدة في كراكاس تأييداً للرئيس مادورو ورفضاً للتدخلات الأميركية، مشيرة إلى أن هذه التظاهرات شارك بها عمال النفط في كراكاس.
كما أكدت الميادين أن المدن الفنزويلية تشهد يومياً تظاهرات مؤيدة للرئيس مادورو.
إلى ذلك أعلنت الخارجية الفنزويلية أن الاتحاد الأفريقيّ أكد دعمه للرئيس مادورو وأضافت الوزارة في تغريدة على «تويتر» أن نائب رئيس الاتحاد الأفريقي عر لسفير فنزويلا لدى إثيوبيا أثناء لقائهما في أديس أبابا عن تضامن الاتحاد مع شعب فنزويلا ودعمه للرئيس الدستوري مادورو.
إلى ذلك أعلنت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني أمس أن وزراء خارجية الدول الأعضاء فيه اتخذوا قرارا لبدء العمل على تشكيل مجموعة اتصال خاصة بفنزويلا.
وقالت موغيريني، خلال مؤتمر صحفي عقدته عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بوخاريست، إنهم دعوا إلى تشكيل مجموعة اتصال دولية لتسوية الأزمة في فنزويلا» من خلال إجراء انتخابات جديدة في البلاد.
وشددت موغيريني على أن المجموعة التي ستدخل ضمن تشكيلتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبوليفيا والإكوادور، ستستمر أعمالها الخاصة بإيجاد حل للأزمة الفنزويلية خلال 90 يوما، مشيرة إلى أن تحديد هذه الفترة مرتبط بضرورة وضع حدود زمنية واضحة لحل النزاع.
وأوضحت موغيريني أن مجموعة الاتصال الخاصة بفنزويلا ستسهم في إعداد إجراء انتخابات رئاسية جديدة وستنعقد الجلسة الأولى لها في الأسبوع المقبل.
وأشارت موغيريني إلى ضرورة تجنب وصف مطالبة الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات في فنزويلا بالإنذار «لأن هذا الأسلوب يتناقض مع الثقافة السياسية» للمنظمة.
وشددت مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي على أن الاتحاد يدعم بشكل كامل الجمعية الوطنية في فنزويلا وزعيمها» خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد . وأكدت موغيريني مع ذلك على أن دول الاتحاد الأوروبي تلتزم بموقف واحد حول ضرورة إجراء انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا وحل النزاع سلميا، وأضافت مشددة: إننا موحدون في سعينا إلى تجنب أي حل للنزاع عسكريا أو باستخدام العنف.
وذكرت أن الاتحاد الأوروبي قد ينظر خلال الأيام المقبلة في فرض عقوبات جديدة على فنزويلا حال غياب «تطور إيجابي للوضع»، مؤكدة مع ذلك استعداد دول المنظمة لتوسيع المساعدات الإنسانية لسكان البلاد.
بموازاة ذلك أعلنت الأوروغواي والمكسيك تنظيم مؤتمر دولي في 7 شباط في مونتيفيديو، يجمع البلدان والمنظّمات الدوليّة التي تتّخذ موقفا محايدا إزاء الأزمة في فنزويلا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئاسة الاوروغواي في بيان إن حكومتي الأوروغواي والمكسيك، بالنظر إلى موقفهما الحيادي إزاء فنزويلا، ستنظمان مؤتمراً دولياً مع ممثلي الدول والمنظمات الدولية التي تشترك في هذا الموقف.

وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 1-2-2019
الرقم: 16899

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!