ربما كان من الصعب وضع رياضتنا في اطار عام محدد, وتقييم مردودها وفق صورة واضحة المعالم وبتسمية متفق عليها على منحى المراحل, فهي ليست في طور النشوء, ولا في مرحلة النمو , ولا في طور الشباب واليفاع, ولم تصل إلى سن اليأس والهرم, ولا تعاني من أمراض الشيخوخة.
أين رياضتنا على الخارطة؟ وهل خرجت حقاً من عباءة النشاط الهاوي إلى حيز المنافسة ومزاحمة الآخرين على مكان لائق في الساحة الرياضية العالمية؟!لايبدو من السهولة الاجابة عن هذا التساؤل, ولكن لغة التفاصيل التي لاتخفى على أحد تؤكد أننا نمتلك الخامات والمواهب فقط ونفتقد أدوات صقلها ونفتقر إلى مقومات بروزها وديمومتها.
ومع أن ألعاب القوة, وهي بيضة القبان في رياضتنا والثقل الأكبر لها والمعوّل عليها في البطولات , تستر بميدالياتها المتنوعة عورة الرياضة, بيد أنها تتقاطع مع بقية الألعاب في الشجون وتتقاسم معها الهموم والصعوبات, وأبرزها غياب الكوادر المؤهلة إدارياً وفنياً, وعلى قائمة احتياجاتها الملحة المدربون القادرون على اكتشاف المواهب وبناء القواعد وصنع الركيزة الأساسية وضمان الاستمرارية, وفي مواجهة هذا التحدي فقد فتح المكتب التنفيذي الباب أمام التعاقد مع مدربين من خارج الحدود , ولكن ضمن قيود وضوابط شتى تجعل استقدام المدرب المناسب ضرباً من المحال؟!لذلك فقد وجد المعنيون حلاً توفيقياً باقامة دورات تدريبية أ و الخضوع لدورات خارجية,مع العمل الدؤوب على المشاركة في البطولات والدورات والاكثار من المعسكرات واللقاءات الاحتكاكية…في التفصيلات الكثير من النظريات والتنظير, والقليل الشحيح من العمل والانجاز.. تسير ألعابنا ولكننا لا نعلم في أي اتجاه…؟!
مازن أبو شملة
التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903
