كشفت المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانبه في الهجوم الذي يشنه على عاصمة بلاده لإسقاط حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج المعترف بها دولياً، وذلك وفقاً لما صرّح به مسؤولون أميركيون مطلعون رفضوا التصريح عن أسمائهم.
وبحسب ما أكده الدبلوماسيون الأميركيون، فإن مكالمة هاتفية سابقة أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أيضاً أعطت الضوء الأخضر لحفتر لقيام قواته المعروفة باسم «الجيش الوطني الليبي» بشن عملية عسكرية على طرابلس.
وقد بدا واضحاً في نهاية الأسبوع الماضي بأن ترامب يؤازر الهجوم على العاصمة الليبية، وقد أقرّ البيت الأبيض علناً بالمكالمة التي أجراها ترامب مع حفتر، الأمر الذي يعطي مؤشراً واضحاً لهذا التأييد، ويبدو أن الرئيس قد قدم دعماً وتأييداً للهجوم أكثر مما أفصحت عنه التقارير الرسمية بهذا الشأن، إذ شجع كل من بولتون وترامب المسار الحالي الذي ينهجه قائد «الجيش الوطني الليبي»، الأمر الذي سيفضي من حيث النتيجة إلى تصعيد الحرب في هذا البلد، إذ سيحظى رعاة حفتر بالمزيد من الدعم الأميركي كترخيص لزيادة مساعدتهم العسكرية، وثمة تقارير تشير إلى استخدام جيشه لطائرات مسيرة مسلحة، ومن المؤكد بأنه تم تزويده بها من قبل الإمارات العربية المتحدة لتستخدم في الهجوم على طرابلس، وإزاء ما يجري في هذه الآونة، نعتقد بأن هناك الكثير من الأحداث التي سنشهدها في الأسابيع والأشهر المقبلة.
لقد كان يجب على الولايات المتحدة ألا تقف إلى جانب الحرب الأهلية الليبية، وبالطبع كان يجب عليها ألا تؤيد قوى تحاول الإطاحة بالحكومة المعترف بها دولياً، وإن كانت ثمة رغبة لدى الولايات المتحدة بتأدية دور بناء فكان يجب عليها استخدام نفوذها مع رعاة حفتر لكبح جماح هذا الهجوم ووقفه، لكن من الواضح بأن ترامب لا يرغب في اتخاذ تلك الخطوة، إذ بالإضافة إلى الدفع نحو زعزعة الاستقرار والتدهور، فإن دعم ترامب لحفتر يربط الولايات المتحدة بمجرم حرب معروف ومسؤول عن العديد من الاعتداءات في ليبيا، لذلك فإن توفير الدعم الأميركي لحفتر وقواته خير دليل على أن واشنطن تساعده وتؤيد جرائمه.
وعلى نحو متزايد بات من الصعوبة بمكان التمييز بين السياسة الخارجية الأميركية وسياسة العملاء المستبدين الذين من الواضح بأنهم يتمتعون بنفوذ استثنائي ناجم عن الارتباط بالرئيس الأميركي، ويبدو بأن وجهة نظر ترامب التقت مع وجهة نظر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد في دولة الإمارات العربية محمد زايد آل نهيان، اللذان يعدان من المناصرين العلنيين لحفتر.
لكن ما يثير الاستهجان والأسف أن تقوم الولايات المتحدة بدعم نشوء حكومة مستبدة يعرف مسبقاً بأنها تسيء استخدام السلطة، كما وأنها لا تدّخر جهداً في بذل جميع الجهود لفرض ذلك الرجل الذي يتمتع بقوة عسكرية في ليبيا ما يجعل الأمر يزداد سوءاً.
بقلم: دانييل لارسن- The American Conservative Magazine
ترجمة: ليندا سكوتي
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965