حتى لو لم يعد التراث مطروحا بقوة في نقاشنا ونشاطنا الثقافي لكنه يعيش بمخزونه الفكري والسلوكي بين الناس ويستمد منه أخلاقيات التعامل المبنية على احترام الرأي أولا والتراث المادي الذي يعطي لمدننا طابع الحضارة بعراقتها ثانيا.
تعزيزا لهذا الدور تعاونت جمعية العاديات في سلمية مع شعبة الآثار لتختار مبنى الحمام الأثري لتنظيم أسبوع تراثي كونه يمثل بسوياته الأثرية أغلب المراحل التَّاريخية المعروفة التّي مرَّت على سلمية، حيث تشير أقدم الدلائل الباقية لعودة البناء الأوّل لهذا الحَمّام إلى العصر الرٍّوماني /64ق.م -395م/ وقد تركت الحضارات المتعاقبة على المنطقة اثرها على هذا المعلم التاريخي الذي تحول بحكم التطور الى ملتقى فني ثقافي محاط بهالة من التراث بعد أن توقف دوره كحمام في السوق.
ازدحام في أسبوع العاديات التراثي
هل هو عطش للقاء الفنون أم شيء ما يشد الناس للحضور الى مبنى أثري تراثي..أم تشاركية الجهات المعنية مع كثير من الفنانين «تشكيليين ,أعمال يدوية ,معرض كتاب مصغر» يرافقه وبشكل يومي عروض مسرحية وغنائية متنوعة ومحببة الى قلب الجمهور هو من دعا الناس الى الزيارة اليومية الى هذه الفعالية..أم حاجة الناس للقاءات اجتماعية افتقدت خلال السنوات الماضية.
غالب المير غالب رئيس مجلس ادارة جمعية العاديات ذكر» للثورة»أن الجمعية كانت تقيم سنويا مثل هذا النشاط وداخل الحمام غير ان الاحداث التي مرت على المنطقة منعت اجراء هذا النشاط منذ عام2015وقد تمت استعادته هذا العام بزخم أكبر دالا على تمسك أبناء المنطقة بكل ماهو حي حتى لو كان قديما بزمانه. ولابد من الذكر أن كافة الاعمال المقدمة من الجمعية هي للعرض وجميعها مقدمة طوعيا من قبل المشاركين مشيرا الى أنه يعقد اجتماع لتقييم النشاط.. موضحا أن هذا العام تميز بمشاركات من خارج الجمعية.. كما تميز بكثافة الحضور وتقديره واعجابه بهذا الأسبوع الثقافي التراثي.
رئيس لجنة الآثار أمين قداحة تحدث عن الدور المسؤول للجمعية في هذا المجال:
انطلاقا من دور جمعية العاديات في الاضاءة على التراث والاثار وهو صلب عملها.. كان اول اهتمامها اختيار مكان ايام العاديات التراثية فكان حمام سلمية الاثري بما يحمله من قيمة اثرية وتراثية في ذاكرة ابناء مدينة سلمية..ولتكتمل الصورة تم التركيز على عرض جوانب هامة من اثار وتراث المنطقة فكان عرض لوحات فنية تحاكي التراث السلموني بالاضافة لمشغولات يدوية غاية في الدقة تعكس ذوق وفن ابناء هذه المنطقة الذين توارثوا حرفيتهم عن ابائهم واجدادهم واشغال القسم الداخلي»الجواني» بمعروضات غاية في الاهمية وعرضت صوراً لمكتشفات اثرية في منطقة سلمية وصوراً للباس الاجداد والادوات التراثية فضلا عن عدد كبير من الكتب ذات المحتوى الاثري والتاريخي.
المهندسة اخلاص الدبيات رئيسة لجنة البيئة في جمعية العاديات ذكرت: تميز هذا العام بمشاركات الفنانين الذين يرغبون بتقديم رسالة تؤكد أن الفن قادر على احياء روح المجتمع في لوحاته كما قررت الأيادي الماهرة أن تعيد القش والخيزران لصنع مشغولات يدوية رائعة. وتضيف:هذا الجناح يعزز دور المواطن في الحفاظ على بيئة نظيفة ويدعو للاستفادة من مخلفاتها.
لم يكتف النشاط بمعروضاته على جدران وأقسام الحمام وانتظار الناس لرؤيتها يوميا وكأنها هامدة في مكانها بل استطاعت العاديات أن تبقي هذا النشاط حيويا طوال فترة العرض فكانت كل أمسية بطعم مختلف.
نشاطات مرافقة
استضافت أمسية اليوم الاول عروضاً مسرحية لفرقة جسور بإشراف الاديب مهتدي غالب اضافة لفريق «خطوة بكادره الموسيقي».
في اليوم الثاني التقى الجمهور بموسيقا الفنان نزيه عيس وجهاد شتيان وغناء وليد زينو
شاركت عاديات قرية تل الدرة بهذه الاحتفالية بكلمة لغسان قدور رئيس الجمعية في القرية متحدثا عن جمع وتوثيق التراث.
ثم ألقت الشاعرة أمل ليلى قصيدة شعرية، بعد ذلك تحدث مؤيد أمين عن تربية الخيول في تلدرة مع برنامج وثائقي، أعقبه صادق مجر بقصة قصيرة وفقرة غنائية للطفلتين رزان رزوق وأسيل عدرا ، بمرافقة الفنانين: أيمن الشعراني على آلة العود ، وعلي جمول على الإيقاع.
وأدت فرقة اوركاجينا المسرحية عدة عروض للمخرج عصام كحلة ,بعدها أضاء نضال الماغوط القنديل في أمسية غنائية لفرقة القنديل بعنوان أنا عندي حنين والتي شارك فيها كل من الفنان صلاح عبود…غناء وعزف على العود وتيسير هابيل.. على آلة الكمان وبسام سفر مشاركة غناء والفنان مازن السكاف غناء.
واستضافت الجمعية في اليوم الاخير حفلة غنائية لسليمان غالي وأيمن كحيل.
أيدا المولي
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965