الضغط الأكبر على إيران .. فهل تنفجر الصين؟

رئيس الولايات المتحدة يقرر تكثيف حملته المسماة «الضغط الأكبر» على إيران ولي ذراعها ، اجراءات رأت فيها موسكو أصداءً علنية لقعقعة السلاح .
دكتور فولامور (بطل أحد أفلام ستانلي كوبريك مهووس لا يتوانى عن أي تهور والذهاب الى حدود الخطر) المقيم في البيت الأبيض لم يعد يصبر على إذكاء نيران التوتر الدولي فهو يدفع بأبواب جهنم للتحرك مع مستشاره للأمن القومي جون بولتون ووزير خارجيته مايك بومبيو، ترامب يفعل كل ذلك كي يخضع إيران التي يرى فيها العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية معلناً العقوبات ضد كل بلد يستمر في شراء النفط الإيراني لأنه وبحسب واشنطن هذه الحملة تهدف الى وضع حد لنشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ويأتي ذلك بعد أن كان قد انسحب منذ حوالي العام من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم عام 2015 مع إيران والذي كان سيمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية ثم في تشرين الثاني الماضي جددت واشنطن عقوباتها الاقتصادية القاسية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إن منع شراء النفط الإيراني الذي تمثل مبيعاته بحسب واشنطن 40% من عائدات إيران سيكون هو الأهم بين كل العقوبات التي أرادها «الأقوى في التاريخ» وفي هذا كله تعتمد واشنطن على داعميها الأساسيين اسرائيل والسعودية خاصة أنها صاحبت قرارها بالتهديد باتخاذ اجراءات عقابية ضد البلدان التي ستستمر في التبادل مع إيران حيث أعلنت أنه بدءاً من 2 أيار ستضع حداً للخروقات التي ستتيح لثمانية بلدان (الصين – الهند – تركيا – اليابان – كوريا الجنوبية – تايوان – ايطاليا واليونان) باستيراد النفط الخام الإيراني لتجعل صادرات إيران معدومة وبالتالي حرمانها من المصدر الرئيسي لعائداتها وبلهجة التسلط يهدد بومبيو : إذا لم تحترموا ما قلناه فستكون هناك عقوبات ضدكم.
قليلة هي الدول التي تستطيع مواجهة تهديدات ترامب فدبلوماسية كوريا الجنوبية تبذل كل امكاناتها لتجديد استثناء أو اعفاء وهذه الاجراءات التي حرضت على صعود أسعار البترول لا تستهدف إيران فقط لكنها تهاجم مصالح الصين التي ارتبطت بمفاوضات تجارية متعددة الجوانب مع إدارة ترامب والهند أيضاً الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والمستورد الثالث عالمياً للبترول إذ تعتمد على إيران في وارداتها بالدرجة الثانية.
إن عدوانية الولايات المتحدة بهذا الشكل تدل أيضاً على رغبتها في المواجهة مع العالم كله وذلك بهدف تعزيز غطرستها الكونية التي أخذت تتراجع في السنوات الأخيرة، بهذه القبضة الحديدية تعلم واشنطن أنه بإمكانها الاعتماد على حليفيها الأساسيين في المنطقة اسرائيل والسعودية اللتين أعلنتا على الفور عن وقوفهما الى جانب الولايات المتحدة في قرارها ضد إيران والسعودية التي عبرت عن استعدادها التام لدعم استقرار السوق كان الخبر بالنسبة لها ساراً جداً فطهران العدو الأكبر لها وهي التي تسعى لتصعيد الأسعار منذ عدة شهور وبحسب نيويورك تايمز فإن عدداً من الخبراء يرون أن الاعتماد على الرياض يمثل تهديداً لاستقرار منطقة الخليج برمتها لأنه من شأنه أن يجعل منشآت الطاقة السعودية هدفاً لهجوم تحكمي إيراني وإن حصل ذلك فإن اضطراباً في إنتاج البترول السعودي سوف يؤدي الى زعزعة الأسواق بشكل أتوماتيكي، أما صحيفة واشنطن بوست فقد كتبت : لقد تعالت عدة أصوات في الولايات المتحدة منددة بطلب ترامب لأنه يهدف الى المواجهة، ترامب يبدو عازماً على تبني هذه السياسة التدميرية حتى ولو أنها تهدد الأمن الأمريكي . ترامب متمسك باسلوبه وأمين لنهجه بفعلته هذه أضاف قليلاً من النفط فوق النار لأنه وبوضوح يسعى لإغلاق الصنبور الإيراني تماماً .
بكين ترى أن قرار واشنطن سيؤدي الى احتدام الاضطرابات في الشرق الأوسط وهي وحدها القادرة حقيقة على إعادة اطلاق الحرب التجارية بين البلدين فالبترول الإيراني هو موضوع توتر جديد بين الصين والولايات المتحدة وقد يكون هناك مخرج مناسب للتوتر بين البلدين لكن المسألة الاقتصادية والدبلوماسية العالقة هي أن النفط الخام الإيراني مهم جداً بالنسبة للصين حتى ان هناك عدة مصاف في الصين أقيمت خصيصاً لمعالجة البترول الإيراني ويرى الخبراء أنه من غير الممكن أن تغلق الصين هذا الصنبور.
Lomanite

ترجمة مها محفوض محمد
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965

 

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً