ترامب يضع ورقة العقوبات في صندوق خصمه الانتخابي

يقول لاري اليوت انه الماضي والقليل من السنوات التي أظهرت أنه من السذاجة أن نتوقع أن السياسات الاستراتيجية والاقتصادية لدونالد ترامب ومحاولته اظهار التماسك هو دليل قوة خاصة في تعامله مع طهران ومع ذلك، فإن قلة تفكيره في قرار إنهاء التنازل عن العقوبات التي تفرضها الدول التي تشتري النفط من إيران تستلزم بأن يكون هناك الكثير من الضربات الاقتصادية لواشنطن خاصة بعد أن شددت الولايات المتحدة موقفها من إيران ومنع النفط الإيراني من الوصول إلى السوق العالمية ما أدى ذلك إلى ارتفاع تكلفة تداول النفط الخام بمقدار 75 دولارًا للبرميل في أسواق السلع الأساسية في العالم، وهو أعلى مستوى له هذا العام الامر الذي جعل أسعار الوقود تزيد من تكاليف الأعمال وتؤثر على قوة إنفاق المستهلك، وهذا يعني نموًا أضعف – يضر بفرص إعادة انتخاب ترامب لعام 2020 – ما لم يعوض منتج آخر النقص الإيراني ما يجعل البيت الأبيض يعمل على زيادة إنتاج المملكة السعودية التي تقدم النفط وغيره بسخاء لواشنطن مقابل تقديم الحماية من ترامب وادارته لأفعال واعمال بن سلمان اللااخلاقية في اليمن والعالم، ولكن الوقائع تثبت أن إيران لم تتأثر بالفعل من قرارات واشنطن وترامب , وأن ما حدث هو ان ايران لن تتأثر كثير بما حصل , ومن المحتمل أن يتجه سعر النفط نحو 80 دولارًا للبرميل في الأسابيع المقبلة ما يثبت بالدليل القاطع أن ترامب فكر بسذاجة عندما اعتقد أن إيران ستخضع للضغوط – وهذا يبدو موضع شك كبير لقد تحدت طهران الإجراء الأمريكي ضدها بالتعهد بإغلاق مضيق هرمز، الذي يتم من خلاله شحن النفط من جميع الموردين الشرق أوسطيين الرئيسيين، بما في ذلك المملكة السعودية والكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة. وإذا حدث ذلك فسوف يرتفع سعر النفط بسرعة فوق 100 دولار للبرميل. ثم هناك حقيقة أن ترامب في الواقع نسي الصين – أكبر مستورد للنفط الإيراني – وأنه قام اي ترامب بايصال رسائل مختلفة للصين بأنه لا يمكن لها أن تتعامل مع بعض البلدان الا بموافقة مسبقة من واشنطن وهو الامر الذي لا يمكن تحقيقه فعليا لترامب.
الامر الذي يحتوي على كثير من التلميح بالغطرسة الإمبريالية الامريكية في التعامل مع الدول الاخرى.وتقول إيران إنها ستواصل استخدام مضيق هرمز كممر عبور آمن لبيع نفطها , وخاصة عندما قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف ، إن طهران ستستمر في تحدي العقوبات الأمريكية من خلال إيجاد مشترين لنفطها وحذر من أن واشنطن يجب أن تكون «مستعدة للعواقب» إذا حاولت إيقافها.
هذا وقد كانت الولايات المتحدة قد اعلنت عن جملة من العقوبات ضد ايران لكن بعض الدول حصلت على إعفاءات مؤقتة سمحت لهم باستيراد النفط الإيراني. وتقول واشنطن الآن إن هذه التنازلات ستنتهي في 2 أيار مايو القادم . ويقول اليوت بأن المسؤولين الامريكيين يرون بأن إيران ستواصل بيع نفطها وسنواصل نحن استخدام مضيق هرمز كممر عبور آمن لبيع نفطنا ومن مصلحتنا الحيوية للأمن القومي، إبقاء الباب مفتوحًا للحوار مع طهران، وإبقاء مضيق هرمز مفتوحًا». وأضافوا أنه على ترامب «التحدث برقي وعدم استعمال لهجة التهديد مع من يحمون مضيق هرمز ، وهو (الحرس الثوري الايراني) وأن يكون التنازل عن العقوبات الإمريكية لايران هدفًا خاصًا لترامب من أجل مصلحة الولايات المتحدة الاقتصادية لان وزير الخارجية الايراني جواد ظريف يصر على أنه ليست هناك حاجة لإيران لإعادة فتح الاتفاق النووي لعام 2015 مع الغرب كما طالب ترامب.
لقد تفاوضت ايران على كل ذلك الاتفاق، وأن الولايات المتحدة لن تحصل على اتفاق أفضل مع ايران «. وتشير تصريحاته إلى أن طهران قررت على ما يبدو أن أفضل طريقة هي لالغاء عقوبات ترامب هو تحدي هذه العقوبات , على أمل أن تجلب الانتخابات الرئاسية الامريكية في عام 2020 رئيسا امريكيا ديمقراطياً بدل ترامب يكون على استعداد للعودة إلى اتفاق عام 2015. حيث قال معظم المرشحين للرئاسة أنهم سيحترمون صفقة أوباما مرة أخرى، مما يعطي لطهران حافزًا لإبقاء اقتصادها قويا بأي حال من الأحوال حتى ذلك الحين.
كما انتقد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف ترامب لفشله في إدانة الإعدام الجماعي الذي قامت به المملكة السعودية ضد 38 شخصًا في يوم واحد، وكيف أن إدارة ترامب تغض الطرف ولا ترى افعال حليفتها السعودية وخاصة عندما تقطع المملكة السعودية رأس 38 رجلاً في يوم واحد بعد يومين من عيد الفصح « وقال برايان هوك، الممثل الأمريكي الخاص لإيران هذا الأسبوع ، إن المملكة السعودية تتعاون مع الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط إذا تسبب إزالة مليون برميل من النفط الإيراني من السوق في حدوث نقص. وترامب قد لا يستطيع تحمل ارتفاع سعر البنزين في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية بسبب العقوبات التي فرضه على إيران. وقال علي فايز ، مدير مشروع إيران في Crisis Group ، «النية واضحة في سياسة ترامب تجاه ايران وهي اجبار إيران على قبول مطالب أمريكا وهو ما اثبت فشله . لان الحملة ضد إيران من الواضح أنها فشلت فشلا كبيرا ومن المرجح أن يزيد الحصار الاقتصادي على ايران من مقاومتها وافشال تلك العقوبات. ويقول اليوت «ينبغي على واشنطن أن تستجيب للدروس السابقة خشية أن تثير أزمة نووية جديدة أو تصعيد اقليمي»
The Guardian

ترجمة : غادة سلامة
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965

 

 

آخر الأخبار
المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس