الثورة -جهاد اصطيف:
مشهد الكهرباء في حلب اليوم، ليس استثناء، فهو أشبه بترف منسي، فانقطاعات الكهرباء المتكررة، رغم تحسنها النسبي بالفترة القليلةالماضية، وأعطال الشبكات القديمة، وغياب استقرار التغذية، جعلت القطاع الصناعي والحرفي– الذي طالما ميز حلب– يعيش حالة شلل شبه كامل، من هنا تأتي أهمية مشروع الكهرباء الطارئ في سوريا “SEEP”، الذي انطلقت أولى ندواته التعريفية في مبنى محافظة حلب، وسط حضور واسع.
منصة للحوار والشفافية
المدرج الكبير في مبنى المحافظة كان شاهداً، اليوم، على انعقاد الندوة التعريفية الأولى لمشروع الكهرباء الطارئ في سوريا (SEEP)، وفق بيان الشركة، بحضور المدير العام لشركة كهرباء حلب المهندس محمود الأحمد، ومدير وحدة العمليات التشغيلية في المنطقة الشمالية المهندس محمود الحسن، إلى جانب ممثلين عن محافظة حلب، وخبراء بيئيين واجتماعيين، منهم الاستشاري رشاد قهوجي، ومدير دائرة الحمايات في المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء- مدير فريق إدارة مشروع البنك الدولي والمهندس همام حربا.
الندوة لم تقتصر على عرض مكونات المشروع، بل تضمنت نقاشاً معمقاً حول الأثرين البيئي والاجتماعي، إضافة إلى جلسة تفاعلية للاستماع إلى ملاحظات السكان المحليين وأصحاب المصلحة.. خطوة اعتبرها الحاضرون تجسيداً لمبدأ الشفافية، ورسالة طمأنة بأن المشروع لن ينفذ في غرف مغلقة، بل سيأخذ بالاعتبار صوت المجتمع المحلي.
إنعاش لشبكة متهالكة
يشير فنيون إلى أن المشروع يهدف إلى إعادة تأهيل محطات التحويل الكهربائية المتضررة، وصيانة خطوط النقل الرئيسية، وتحديث أنظمة الحماية والتوزيع، بما يضمن استقرار الشبكة وتقليص نسب الأعطال، كون حلب تعتمد حالياً على شبكة قديمة تضررت بفعل الحرب والإهمال، لذلك فإن “SEEP”، يمثل فرصة استراتيجية ليس فقط لإعادة التيار، بل لإعادة بناء الشبكة على أسس أكثر حداثة وكفاءة.. والملفت أن المشروع خصص آلية شكاوى مجتمعية تمكن أي مواطن من تقديم ملاحظة أو اعتراض.
تحديات التنفيذ
رغم التفاؤل الكبير، لا يخفي القائمون على المشروع وجود تحديات، أبرزها التمويل الكافي لاستكمال جميع المراحل، وصعوبة العمل في بيئة لا تزال تعاني من نقص الموارد، كذلك يشكل الزمن عاملاً حساساً، فالمواطن ينتظر حلولاً عاجلة، في حين أن تنفيذ مثل هذه المشاريع يحتاج إلى سنوات.
فمشروع الكهرباء الطارئ في سوريا “SEEP”، قد لا يكون عصاً سحرية لحل جميع مشكلات الطاقة في حلب، لكنه بلا شك خطوة أولى على طريق طويل لاستعادة المدينة مكانتها كـ”عاصمة الصناعة”، وكمدينة نابضة بالحياة، وبين رهانات النجاح وتحديات الواقع، يبقى الأمل معقوداً على أن تنير الكهرباء قريباً بيوت الحلبيين وورشاتهم، لتكتب حلب فصلاً جديداً في حكاية صمودها.