الثورة – لينا إسماعيل:
تأثرت زراعة العنب في محافظة درعا هذا الموسم 2025 بعدة عوامل خارجة عن قدرة المزارعين، ما أدى إلى تراجع كميات الإنتاج بشكل يهدد هذه الزراعة في المحافظة.
وبحسب تصريح رئيس اتحاد فلاحي درعا فؤاد الحريري لـ”الثورة”، فقد بدأ مزارعو العنب في المحافظة موسم القطاف والتسويق، وسط توقعات متشائمة بانخفاض الإنتاج بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك نتيجة ظروف مناخية قاسية أبرزها الجفاف، وتراجع معدلات الهطل المطري خلال الشتاء الفائت، فضلاً عن خروج مساحات كبيرة من الزراعة كانت تحت سيطرة النظام البائد.
ونوه بأن العنب يحتاج إلى كميات معينة من المياه، كما يحتاج إلى أسمدة أدوية زراعية مرتفعة الثمن، مما يجعل تكلفة الزراعة عالية جداً، مضيفاً: هذه التكاليف الإضافية جعلت مزارعي درعا يستبدلون زراعة العنب بمحاصيل أخرى ذات جدوى اقتصادية مثل الرمان أو القمح.
وطالب الحريري بدعم محصول العنب في درعا، وفتح نوافذ تصديرية لتقليل خسارة محصول العنب.
وبحسب عدد من المزارعين فإن المساحات المزروعة لم تحصل هذا العام على نصيب كافٍ من مياه الري، بعد تراجع مخزون السدود والينابيع والآبار، مما انعكس بشكل مباشر على الإنتاجية.
أحد المزارعين محمد ـ ع يملك بستاناً مساحته 20 دونماً، أوضح لنا أنه كان يجني سنوياً كميات جيدة من العنب، إلا أن إنتاج هذا الموسم تراجع إلى النصف تقريباً، مضيفاً أن معظم الأشجار باتت مهددة باليباس بسبب استنزاف المخزون الجوفي وشحّ الأمطار.
وبيّن مزارع آخر من أهالي ريف درعا الغربي زياد. س، أن العنب يحتاج إلى سقاية أسبوعية، وهو أمر بات متعذراً في ظل جفاف مصادر المياه، ما دفع كثيراً من المزارعين إلى التوجه نحو زراعة محاصيل أقل استهلاكاً للمياه مثل الزيتون والرمان، خاصة مع دخول أشجار العنب مرحلة الهرم حيث لا يستمر إنتاجها الغزير أكثر من 30 عاماً.
من جهته، أوضح رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مديرية الزراعة بمحافظة درعا المهندس حسن الأحمد للثورة أنّ المساحة المزروعة بالعنب في المحافظة تقدر بنحو 600 هكتار، تضم حوالي 300 ألف شجرة.
مشيراً إلى أنّ التقديرات الأولية للإنتاج تبلغ 7 آلاف طن، أي بتراجع يقارب 40 بالمئة مقارنة بمتوسط الأعوام القليلة الماضية الذي بلغ نحو 12 ألف طن، في حين تتجاوز نسبة التراجع 85 بالمئة عند مقارنتها بما كانت عليه قبل عقد من الزمن حين بلغ الإنتاج نحو 50 ألف طن.
ورغم هذا التراجع الكبير، ينظر المزارعون بإيجابية إلى الأسعار الحالية للعنب التي تراوحت في الأسواق بين 5 و7 آلاف ليرة للكيلو، آملين أن تحافظ على هذا المستوى لتعويض جزء من خسائرهم الناجمة عن انخفاض الكميات.
يذكر أن سعر كيلو العنب وعلى اختلاف أنواعه تراوح في الأسواق ما بين 12 و15 ألف ليرة سورية في بداية الموسم، ولازال محافظاً على هذا السعر، حتى في الأسواق الشعبية في مدينة دمشق، كباب سريجة وكراجات الست، وكذلك في أسواق حلب.
بينما تراوح ما بين 7 و 8 آلاف ليرة للعنب الآيل للذبول وخاصة في الضواحي والأحياء الراقية، ما يشير إلى أن التاجر هو المستفيد الأكبر في مختلف المواسم والظروف.