رداً على الإجراءات الأميركية… إيران تبدأ تعليق بعض التزاماتها.. وروسيا تؤكد عجز أوروبا عن إنقاذ الاتفاق النووي
رداً على انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي، وفرضها عقوبات اقتصادية جائرة على طهران، أعلن مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران بدأت أمس تنفيذ الإجراءات المرتبطة بوقف بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي وفق ما أكد عليه بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الأسبوع الماضي.
وتابع المصدر في تصريح لوكالة ايسنا الايرانية للأنباء أن وقف البرامج المتعلقة بمراعاة سقف إنتاج اليورانيوم المخصب وكذلك إنتاج الماء الثقيل بشكل غير محدود في منشآت آراك المؤكد على تنفيذهما في مهلة الـ 60 يوما المعنية بالخطوة الأولى هو من الإجراءات التي نتبعها بجدية.
وأوضح المصدر أنه تم تنظيم برامج ستعلن قريبا لتفقد ممثلي وسائل الإعلام لمنشآت نطنز واراك خلال الأيام المقبلة حتى يطلع الرأي العام على الإجراءات التي يتم تنفيذها.
وفي السياق ذاته قال التلفزيون الإيراني نقلا عن المصدر المطلع إن طهران بدأت عمليا زيادة مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب والاحتفاظ بذخائرها من الماء الثقيل.
وأكد التلفزيون الرسمي أن هذه الخطوة اتخذتها إيران في إطار القرارات الجديدة لتخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي. وصرح مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذریة بأنه تم البدء بتنفيذ الإجراءات المرتبطة بوقف بعض التزامات إيران ضمن الاتفاق النووي.
بالتوازي أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران قادرة على العبور من المشاكل التي تواجهها ببذل التضحيات وإبداء المزيد من الوحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا عن روحاني قوله إن الأميركيين بحساباتهم الخاطئة تصوروا بأن بإمكانهم إخضاع الشعب الإيراني في غضون أشهر وحددوا لهذا الأمر مواعيد إلا أن هذا الشعب بصموده وثباته ومقاومته أفشل مخططاتهم.
وأضاف روحاني أننا قادرون على التعويض عن العوائد النفطية بعوائد صادرات السلع غير النفطية مؤكدا أن الشعب والقيادة والحكومة والبرلمان في إيران تمكنوا من إحباط مخططات العدو وخداعه.
وأشار روحاني إلى المهلة التي حددتها إيران للأطراف الأوروبية للعمل بتعهداتها ضمن الاتفاق النووي خلال 60 يوما وقال إن إيران أوقفت الالتزام بتعهدين لها في إطار الاتفاق النووي منذ الـ 8 من آيار وستوقف العمل بتعهدين آخرين بعد انقضاء هذه المهلة فيما لو لم تنفذ الأطراف الأوروبية تعهداتها.
من جهة ثانية أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن الشعب الإيراني سيذيق الجبهة الأمريكية-الصهيونية مرارة الهزيمة.
وقال العميد حاتمي خلال ملتقى بالعاصمة طهران: إن إيران اليوم تواجه حرباً شاملة مضيفا أن حرب اليوم تختلف عن مرحلة الدفاع المقدس في أننا اليوم لا نشهد بالظاهر عمليات عسكرية من قبل العدو الغادر بل نرى أن العدو يستخدم جميع إمكاناته وأدواته ومؤامراته ليستهدف مقاومة شعبنا عبر دب الرعب في المنطقة.
وفي موسكو اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأحرى بإيران البقاء في الاتفاق النووي وعدم الخروج منه مهما كانت الظروف، لأن الجميع سينسون لاحقا أن واشنطن هي من انسحبت أولا وسيتهمون طهران.
وقال الرئيس الروسي في سياق مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي ألكسندر فان دير بيلن أمس: لقد قلت مرارا في محادثات مع شركائنا الإيرانيين إنه برأيي، الأحرى بإيران أن تبقى، رغم أي شيء، في هذه الاتفاقية.
وأوضح بوتين موقفه قائلا: سأقول الآن شيئا غير دبلوماسي، يخرش سمع أصدقائنا الأوروبيين: لقد خرج الأميركيون والاتفاقية تنهار، فيما لا تستطيع الدول الأوروبية فعل أي شيء لإنقاذها وعاجزون عن القيام بعمل فعلي مع إيران للتعويض عن خسائرها في القطاع الاقتصادي.
وأضاف الرئيس قائلا: لكن بمجرد أن تتخذ إيران الخطوات الأولى للرد، ستعلن الانسحاب، وسينسى الجميع في اليوم التالي أن الولايات المتحدة كانت هي أصلا من بادر بتخريب الاتفاق، وسيتم إلقاء اللوم على إيران حتى يتم دفع الرأي العام العالمي عن قصد في هذا الاتجاه.
وأكد بوتين استعداد موسكو للعب الدور الإيجابي نفسه الذي لعبته سابقا، لكن الأمر لا يعتمد على روسيا فقط بل يعتمد على جميع الشركاء، جميع اللاعبين، بما فيهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية وإيران.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 16-5-2019
رقم العدد : 16979