من نبض الحدث… التصعيد والعسكرة.. وصفة أميركية لاستثمار جديد في الإرهاب

 

 

 

حالة من الهيستيريا غير المسبوقة تنتاب إدارة دونالد ترامب اليوم، وسهام غطرستها تتطاير باتجاه كل مكان كسر الهيبة الأميركية.. وسورية المشارفة على استكمال تحرير كل أراضيها من رجس الإرهاب وداعميه تتصدى للنصيب الأكبر من تلك السهام، التي يرتفع منسوبها مع عودة منظومة العدوان للعزف مجددا على وتر التهديد والوعيد، لإنقاذ ما تبقى من تنظيمات إرهابية في منطقة خفض التصعيد، بعدما أصبحت وصفة «الكيميائي» وأدواتها التنفيذية جاهزة للتطبيق على أيدي خبراء فرنسيين وبلجيك ومرتزقة مغاربة، قبل أن يضبط ثالوث الإرهاب الأميركي والفرنسي والبريطاني ساعته على توقيت ترامب، لحين نفاد وقت الضغط والابتزاز المكرس لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري بحربه ضد إرهابيي «النصرة» ومن ينضوي تحت رايتهم الوهابية التكفيرية.
إدارة ترامب شطبت الحل السياسي من قاموس أجندتها المعدة لسورية، وهي تفضل الحفاظ على تنظيماتها الإرهابية كواجهة مستدامة لوجودها الاحتلالي، وهنا يبرز دور أدواتها التنفيذية، كنظام أردوغان الضامن الرئيسي للإرهابيين، والذي كشفت معطيات الميدان في منطقة خفض التصعيد اليوم بأنه الوكيل الأميركي الحصري الذي يدير الحرب الإرهابية في تلك المنطقة بأدواته الإرهابية، بدءا من مرتزقة النصرة، وليس انتهاء بمن يسميهم «درع الفرات»، حيث تفيد المعلومات الواردة بأن الإرهابيين تزودوا بأحدث الأسلحة التركية من صواريخ وعربات ومدرعات، ويأخذون أوامرهم من غرف عمليات أنشأها ضباط أردوغان لهذه الغاية، الأمر الذي يؤكد مجددا بأن أردوغان لم يكن يوما بوارد المساهمة بإيجاد حل سياسي للأزمة، وإنما العمل تحت أمرة الأميركي لإطالة أمدها، وأن جولات «آستنة» السابقة لم تكن سوى محطات لقطع الوقت بالنسبة للنظام التركي، استغلها كلها بترميم صفوف التنظيمات الإرهابية، وتعزيز انتشارهم، وتقوية تحصيناتهم في ريفي إدلب وحماة، بدل العمل على سحب الإرهابيين وأسلحتهم بحسب ما سبق وتم الاتفاق عليه في سوتشي.
أميركا تضع المنطقة برمتها على صفيح ساخن، وتحشد ضد سورية وإيران، وكامل محور المقاومة، ولكن ذلك لا يعني أنها ستكون الرابحة، لأنها باتت اليوم مع أقطاب العدوان أسيرة لواقع المعادلات التي فرضتها قوى المقاومة، فالتهديد بذريعة أكذوبة «الكيميائي» لن يثني الدولة السورية عن مواصلة حربها ضد الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، وكل أساطيلها وحاملات طائراتها وجنودها الذين تستقدمهم إلى الخليج لن تُخضع إيران، والأميركي يعرف ذلك جيدا، خلافا للأعراب اللاهثين وراء فرض «صفقة القرن»، بلبوسها الاقتصادي والسياسي والعسكري، وغير القادرين على قراءة المتغيرات الحاصلة، ولا يريدون التصديق بأن استعراض ترامب في الخليج هو فقط لاستكمال استنزاف ضروع «بقرته الحلوب»، تحت معادلة حماية العروش المتهالكة، مقابل الدفع بسخاء، لحين انتهاء مهمة ترامب الرئاسية.
الدفع الأميركي نحو عسكرة الأوضاع في المنطقة والعالم، لا يعدو كونه بابا لتصريف الأسلحة الأميركية المتراكمة، ولمحاولة تثبيت الهيمنة الأميركية، في الربع الأخير لتهاوي القطبية الأحادية، أمام تصاعد قوى أخرى كروسيا والصين وإيران وغيرها، حيث الجعجعة الأميركية لم تنجح حتى الآن في فنزويلا أو كوريا الديمقراطية أو في الحرب التجارية ضد الصين، ولذلك فإن ساعة قرع طبول الحرب الأميركية ستبقى في ثلاجة ترامب على الدوام، فأرباحه من ابتزاز أدواته في المنطقة، خير له ألف مرة من خسارة جندي واحد في أرض المعركة، أو تدمير بارجة واحدة.

كتب ناصر منذر

التاريخ: الأحد 26-5-2019
رقم العدد : 16986

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة