قبل نهاية موسم الدراما الرمضانية بُدئ بعرض البرومو الترويجي لمسلسل «عروس بيروت» النسخة العربية من عمل أجنبي مدبلج.. وفي الفترة التي سبقت بدء عرض الأعمال الرمضانية، تم ذكر أن بوستر مسلسل «الهيبة- الحصاد» مأخوذ عن بوستر أحد أشهر المسلسلات الأجنبية هو «بيكي بلاندر، Peaky Blinders».. دون نسيان سيل الانتقادات التي لحقت بعمل «خمسة ونص» من حيث أنه خلطة وتجميع ما بين مسلسل أجنبي بعنوان (بودي جارد، Bodyguard) وحكاية الليدي ديانا.. وكما لو أنهم استثمروا ما استقر في قعر الذاكرة من مشاهدات.. وطبقوا عملية إعادة «تدوير» لها.
لوهلة.. حين تتابع مختلف الأعمال التي يرتفع فيها منسوب العنف المنقول لنا على أساس أنه تشويق وإثارة، ربما وصلت لنتيجة أن مطوّلات الأعمال المدبلجة ترخي بظلالها على خيال الكتّاب العرب، لاسيما أولئك العاملين بما يطلق عليه دراما مشتركة.
في عمل «هوا أصفر» تُقدَّم شخصية (كريم، يوسف الخال) المهووس بـ(شغف، سلاف فواخرجي).. وكل همّه الحصول عليها بمختلف المكائد والحيل. نهايةً، يتمّ له الأمر وترضى بالزواج منه لأنه يبتزّها بجريمة لم ترتكبها.. وهو الفعل ذاته والتصرّف عينه الذي شهدناه من أحد أبرز شخصيات عمل مدبلج لاقى شهرة واسعة في العالم العربي.
ويبدو أن التأثّر بمطولات الأعمال المدبلجة انتقل لسيناريو عمل عربي مشترك آخر هو «خمسة ونص» في جزئية قتل والدة (غمار، قصي خولي).. التي يظهر فيما بعد أنها لم تنتحر إنما قام زوجها بدفعها إلى الانتحار أو قتلها عمداً.. وهو ما كان في العمل المدبلج السابق الذي ترك بصماته على «هوا أصفر».
سلسلة التشابهات والاقتباسات تطول، في النوع الدرامي المسمّى «مشتركة».. ومع كل ما يبذلون عليها من ترف إنتاجي واضح يسرق العين لحين.. يبقى غير كافٍ لصنع حكايا مقنعة.. ولا يحمي إنتاجاتهم المفرطة ببذخها، من هشاشة واضحة تتلبّس أسماء كبيرة على أساس أنها «بيّيعة».. تلك الأسماء التي لا تُنجيها فخامة الصورة من الغرق في وحل الضحالة المسفوحة جهاراً دون أي خجل أو إحساس بعقم المخيلة.
ومن عقم مخيلتهم استنساخ مشاهد بعينها، كما لُحظ في بعض مشاهد «خمسة ونص».. ويبدو أن صنّاع العمل ولكي يغطوا على شيء من ضعف عملهم، يتوسّلون السوشال ميديا لصنع تفاعل «وهمي» يرضي غرورهم، مثل قيامهم بتسريب مشهد من حلقة النهاية، قبل عرضها حصد نسب مشاهدة عالية.. وذكر مخرج العمل فيليب أسمر أنه قام بتصوير نهايتين للمسلسل، يفترض أن تُعتمد إحداهما وفقاً لاتفاق بينه وبين الشركة المنتجة.
جميعها ليست سوى حيل لتمويه ضعف أعمالهم، ووظيفة منصات «الافتراض» مساعدتهم في غرس المزيد من الوهم في عقولهم.
لميس علي
lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000