حذرت «الأوروبي» من نفاد الوقت لإنقاذ الاتفاق النووي.. إيران تتوعد برفع مستوى تخصيب اليورانيوم مع انتهاء مهلة الستين يوماً
مع بدء العد العكسي لمهلة الستين يوما التي منحتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي والتي تنتهي في السابع من الشهر المقبل، وفي ظل عدم اتخاذ الدول الأوروبية أي خطوات عملية تلبي المطالب الإيرانية، أعلنت إيران أمس الخطوة الثانية لتخفيض التزاماتها وتمثلت بأن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب سيرفع إلى أكثر من 300 كيلوغرام، محذرة من أن انهيار الاتفاق النووي ليس في مصلحة العالم ككل، وأشارت إلى أن الفترة الزمنية المتاحة للأوروبيين لتعويض الأضرار التي لحقت بالاتفاق إثر انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي باتت قصيرة جدا، هذا في وقت ترفع فيه أميركا وبريطانيا من حدة التصعيد، وتدفعان نحو عسكرة الخليج لتأجيج التوتر.
وفي التفاصيل: أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عباس كمالوندي أمس أن إنتاج إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب سيتجاوز 300 كيلوغرام خلال 10 أيام.
وقال كمالوندي إنه في حال انتهاء مهلة الستين يوما، التي تم منحها للدول الأوروبية لتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ستسرع طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.7%، قبل نهاية شهر حزيران الجاري.
وأضاف المتحدث أن الدول الأوروبية أثبتت عجزها بعدم تطبيق الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن المهم بالنسبة لإيران، الخطوات العملية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي، موضحا أن الاتحاد إما أنه لا يريد الالتزام بالاتفاق النووي، أو أنه عاجز عن ذلك نتيجة لضغوط.
وكشف كمالوندي أن الصين تعمل مع إيران على إعادة تصميم مفاعل «آراك» النووي، لافتا إلى أنه لا يزال هناك دور للأوروبيين في توفير قطع الغيار للمفاعل، لافتا إلى إمكانية أن تعمل إيران على تصدير المياه الثقيلة، وهذا الأمر لا يعتبر إخلالا بالاتفاق النووي، وفق تأكيده.
الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن من جانبه أن أمام الدول الأوروبية وقت قصير لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار.
وقال روحاني أثناء استقباله السفير الفرنسي الجديد لدى طهران فيليب تي يبو أمس، إن انهيار الاتفاق النووي لن يصب في مصلحة إيران أو فرنسا أو المنطقة أو العالم برمته، مشيرا إلى أن الفترة الزمنية المتاحة للأوروبيين لتعويض الأضرار التي لحقت بالاتفاق إثر انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي قصيرة جدا.
ولفت روحاني إلى وجود رؤية واضحة لمستقبل العلاقات المشتركة بين طهران وباريس، مشددا على أن ذلك يتطلب تنفيذ الاتفاقيات المشتركة، وقال إن إيران قد صبرت وتعاملت بضبط النفس مع الموضوع استجابة لطلب فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي.
وتابع: الظروف الراهنة حساسة ولا يزال أمام الفرنسيين والأوروبيين فرصة زمنية قصيرة عليهم الاستفادة منها للقيام بأدوارهم، لأن خروج طهران من الاتفاق النووي لن يخدم مصلحة أحد.
ومع تزايد التوترات في أعقاب هجمات الأسبوع الماضي على ناقلتي نفط، قال علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن طهران مسؤولة عن أمن الخليج ودعا القوات الأميركية للرحيل عن المنطقة.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن شمخاني قوله: قلنا دائما إننا نضمن أمن الخليج ومضيق هرمز، وموقفنا ما زال كما هو، وندعو القوات الأميركية لإنهاء تواجدها في المنطقة إذ أنها المصدر الرئيسي للأزمة وعدم الاستقرار.
وفي موسكو قال الكرملين إن إيران تعد من أكثر الدول التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أن الوكالة أكدت تنفيذ طهران لجميع التزاماتها حسب الاتفاق النووي.
وتعليقا على إعلان طهران أنها ستحتفظ اعتبارا من 27 الشهر الجاري بـ300 كيلوغرام من اليوارنيوم المخصب، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي، إن إيران تضمن الشفافية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، باعتراف المنظمة الدولية للطاقة الذرية.
وفي سياق التصعيد الأميركي المتواصل اعتبرت الولايات المتحدة نية السلطات الإيرانية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم ابتزازا نوويا، ودعت المجتمع الدولي إلى تشديد الضغط على إيران في هذا السياق.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض غاريت ماركيس في تصريح صحفي أمس: خطط إيران حول تخصيب اليورانيوم ممكنة فقط لأن هذه الصفقة النووية المرعبة لم تشمل قدراتها في هذا المجال حسب تعبيره.
وشدد ماركيس على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد بوضوح أنه لن يسمح أبدا لإيران بتصميم السلاح النووي، مضيفا: يجب أن يلقى هذا الابتزاز النووي ضغوطا دولية مشددة على حد وصفه.
إلى ذلك دعت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في أعقاب استهداف الناقلتين في خليج عمان الأسبوع الماضي.
وحثت موغيريني أمس أثناء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ، جميع الأطراف على التهدئة على خلفية الحادث الذي أثار مخاوف من إمكانية اندلاع نزاع شامل في المنطقة.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003