ملحق ثقافي..سلام الفاضل:
مروحةٌ وحيدةٌ
تتثاءبُ بتثاقلٍ
وهي تكررُ
هواءَ غرفتِها المعلوكَ
برتابةٍ
وتدفعُه بحنقٍ
ليراقصَ
حباتِ العرقِ
الموشومةَ على جيدها
ممزوجاً بدخانٍ
ينزُّ من سيجارةٍ يتيمةٍ
ما تلبث أن تُطفأ
حتى توقدها
نارُ احتمالاتِها المبعثرةِ
من جديد
مذياعٌ قديمٌ
بجانبِ السريرِ
لصوته أنينُ الحديدِ
من ضربِ الحديد
ما اعتاد إلا
التوحدَ مع أثيرٍ وحيد
ما اعتاد إلا
الحنينَ إلى الزمنِ الجميل
مذياعٌ قديمٌ
يعيدُ دون مواربةٍ
دون كللٍ، ولا مللٍ
أغنيةَ (لا تسألوني ما اسمه حبيبي
أخشى عليكم ضوعة الطيوب)
مذياعٌ قديمٌ
لا ينفك يعيد اسمَ الحبيب
على مسمعها
على مضضٍ
وبإلحاحٍ عنيد
وفي يمينها قلمٌ
احتار حبرُه فيه
احتار أزرقُه
من أين يأتيه
احتارت حروفُه
أتتشبثُ في مقدمته
أم تهرهرُ على ورقةِ أمانيه
وأمامها هاتفٌ كثيرُ الكلام
اختار حينها السكون
اختار ألا يثرثر
أو يثور
اختار أن يبقى قابعاً
دون حراكٍ
دون نور
وبين أشيائها المرميةِ
هنا، وهناك
كانت صورتُه وحده
تعلنُ الحلول
وبين أفكارها الغيبيةِ
هنا، وهناك
كانت صورتُه وحده
دائمةَ الحضور
وبين كلّ عشاقها
كان له
كلُّ الأبهةِ
كلُّ الفخامةِ
كلُّ القداسةِ
وبوحٌ عُجن ببخور
مروحةٌ وحيدةٌ
تتثاءبُ بتثاقل
وتئن بلا كللٍ
بلا فتور
وصديقةُ المساءِ
تلملم بصمت أشياءها المرميةَ
هنا، وهناك
وتفرُّ إلى نوم عزيز
إلى نوم
يحملها بعيداً، بعيدْ..
عن كل الوجعِ
عن كل الإحباطِ
عن كل الشرورِ..
التاريخ: 25-6 -2019
رقم العدد : 17008