ليست رياضتنا دائماً معيناً لاينضب من المعاناة والتخبط وانخفاض المردود,وليست أنديتنا كلها مستودعاً للهموم والإشكاليات وسوء الإدارة, فثمة قواسم مشتركة جمة تجتمع في دائرتها, ويأخذ كل منها نصيبه من الشجون وفق قاعدة العدالة في التوزيع لا تعني المساواة بالضرورة!.
لا تنفك إدارات الأندية تتحدث بلغة العقبات الكأداء , وغياب الحلول الاسعافية منها وطويلة الأمد, واستحالة الصعوبات إلى معضلات مستعصية على محاولات العلاج والتفاعل, ولا يخرج من عباءة الأنين والشكوى أحد منها ,ولا حتى تلك المتمتعة باستقرار نسبي إدارياً وفتياً ومادياً؟! وفي الوقت ذاته تومض اشراقة هنا, وتلمع بارقة هناك, أو تنجح تجربة في نادٍ كنادي الوثبة مثلاً الذي خطف الأضواء بتتويجه بطلاً لمسابقة كأس الجمهورية بكرة القدم, لأول مرة في تاريخه, وحلوله في المركز الخامس بنهاية الدوري الممتاز, فقطف ثماراً يانعة بعد اجتهاد وعمل مضنٍ قامت به مجموعة متجانسة من الأشخاص ,تسمى إدارة النادي, بتضافر الجهود مع اللاعبين والمدربين والفنيين وبقية حلقات سلسلة العمل, مايعني أن لاشيء مستحيلاً بحضور الإرادة والتصميم والمتابعة والاهتمام, إلى جانب الامكانات البشرية والذاتية والمالية وشبكة العلاقات المتشعبة,والأفكار البنّاءة التي تقوم على استثمار الموارد المتاحة, وليس استجداء المساعدات والهبات؟!
لا يمكن لأحد أن يتغاضى عن حال أنديتنا بالعموم, ولا أن يرسم لوحة جميلة لها, متكاملة في التفاصيل والرتوش, فالمعاناة والأزمات قدر لابدّ منه, لكن تبقى فرجة يتسلل منها الأمل في تحدي الصعوبات وتدجين العقبات والتعامل مع المعضلات بروح الجماعة وعدم انتظار المبادرات الفردية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015