التّفكيك والتفكّك!

 

 

قَبلت منظومة العدوان أم لم تَقبل، فَهمت أخيراً، تَفهّمت أم لم تفعل، تَراجعت تكتيكياً من دون أن تَتَخلى عن الإستراتيجيات، فإن ذلك لن يُوفر لها مَداخل جديدة ولا طُرقات التفافية، وإنما طُرقات باتجاه واحد، باتجاه الخروج، الانسحاب، الانكفاء، فليكن اسمها ما كان، لتَبقى هزيمة، أو لتحفر في العمق معاني الهزيمة ودلالاتها.
من دون تَجميل، إنّ تطورات الميدان المُتوازية مع التطورات السياسية، بمُؤشراتها لا مُسمّى لها إلا ما يَلتقي مع ما كانت سورية أكدته مراراً وتكراراً منذ البداية، وما يَتطابق مع ما كان ردده حُلفاء سورية بلا حَرج، بل باندفاع المُؤيد الواثق من النهايات التي لا بُدّ أن تُترجم انتصار الحق على الباطل.
كتلة واحدة أو أجزاء مُنفصلة، مهما كان شكل منظومة العدوان وهي تَنكفئ وتَنشغل بلملمة أشلائها وحَزم حقائب الرحيل المَملوءة بالخيبات، فإنها – كتلة واحدة، وأجزاء مُنفصلة – هي التي اختارت، وبالتالي عليها أن تتحمل التبعات والتداعيات، وأن تَعترف للآخر، قبل أن تَعترف داخلياً بمَحدودية قُدراتها، وبالفشل والإخفاق.
ما الذي جَعلها كمنظومة تَضم أكثر من مئة كيان سياسي بينها كل الغرب الاستعماري، الشمال والجنوب، الدول العظمى، الكيان الصهيوني وكيانات العُهر الوهابي بالخليج، التنظيم الأخواني مُمثلاً بالكيان السلجوقي ومَحمية قطر .. ما الذي جعلها كمنظومة تصل إلى ما وصلت إليه من الوقوف أمام حَتمية الاختيار بين التفكيك والتفكك أو تَجرع الهزيمة المُكتملة؟
قوّة سورية، صلابتها، حقها وثَباتها، الجوهرُ في الأسباب والعوامل، يُضاف لها على نحو مُؤكد مَوقف الأصدقاء والحلفاء الداعم، وصولاً إلى قُدسية امتزاج الدم تصدياً، دفاعاً وشَراكة بالعمل المُقدس، هذا ما لا يُشكك به إلا جاهل بقراءة خرائط السياسة والأرض، فضلاً عن التاريخ، ولكن هل هناك عوامل أخرى كان لها إسهاماتها؟
نعم، هناك البلطجة، مُمارستها ونَهجها المُعتمد لدى الطرف الآخر – المنظومة إياها بالقيادة الصهيوأميركية – يُضاف إليها الغرور والغطرسة وقذارة الأدوات المُستخدمة، هو ما لعب دوراً فاضحاً كاشفاً، وهو ما أسهم بإنتاج حتمية مُواجهة الخيارات المُغلقة على تَفكك تحالف العدوان، وعلى تَفكيك أجنداته.
الثقة بين مُكونات تحالف العدوان باتت في وضع لا ينفع معها الاشتغال على الترميم، فالتفكّك حالة يُعانيها التحالف، وتَنهار معها المنظومة. أجنداتُ التقسيم، سيناريوهات الانفصال والفَدرلة، تَفككت أم ما حالها؟ وأين هي اليوم بالمُقارنة مع بدايات الحرب والعدوان؟
ما يُلخص الإجابات الصحيحة عن عشرات الأسئلة المَطروحة، ويَختزلها، ربما تُقدمه النظرة المُتمعنة بحال اللص أردوغان التائه بين واشنطن وموسكو، المُحاصر داخلياً، المَأزوم بمَقادير تُوازي أزمة شريكيه نتنياهو وترامب، وتُساوي أزمة دميم قطر وحَمديها، ولا تَقل عن أزمة ابن سلمانكو الشريك الآخر قبل تَحوله للخصومة كأحد ألد أعداء اليوم! انتظروا، فإنّ ما بعد التفكيك والتفكك آت، وهو أعظم، بل سنَجعله كذلك!.

علي نصر الله
التاريخ: الخميس 24- 10-2019
رقم العدد : 17106

 

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها