المشــــــهد بـــــين ثوابـــت الميــــــدان وتطــــــورات السياســــــة!!

فيما يبدو أنه سباق حقيقي بين الميدان والسياسة، فرضت التطورات المتسارعة على الأرض حضورها على المشهد برمته في مؤشر قد يكون بداية لتحولات قادمة قد تغير من طبيعة المعركة لمصلحة الدولة السورية وحلفائها.
ففي الوقت الذي تفصلنا فيه أيام قليلة عن جولة جديدة من محادثات آستنة، بدأت أول أمس اجتماعات (اللجنة المصغرة) في لجنة مناقشة الدستور بين الوفد الوطني السوري والوفدين المقابلين، حيث بدت الهوة واضحة بين الطروحات التي كانت أسيرة الخلفيات والطموحات والأهداف وكذلك الأدوار، وهذا ما قد يجعل من مهمة التقارب ورأب الصدع بين الطروحات أمراً في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً.
الوفد الوطني كان واضحاً في طروحاته خلال الاجتماع الأول الذي انعقد مطلع الشهر الحالي والتي كانت جميعها تحت سقف الوطن وثوابته ومبادئه المعروفة للجميع، وحاول من منطلق وطني محض جسر الهوة والقفز فوق الجراح بهدف المسارعة إلى وقف الحرب، وذلك من خلال طرح ورقة – سميت بـ(اللا ورقة ) – محاربة الإرهاب كقاعدة للانطلاق لتقريب المسافات ومناقشة كل النقاط والأمور الأخرى التي تؤدي إلى الانتقال إلى مرحلة مهمة من العمل السياسي الذي يؤدي إلى حل للأزمة في سورية، إلا أن الرفض السريع والقاطع الذي صدر عن الوفد المقابل الذي يمثل بعضه مصالح دول خارجية، كان كفيلاً بحسم الموقف، لجهة إجهاض الاجتماع برمته، بل كان كفيلاً برسم غايات وصورة ومحددات العمل الذي جاء من أجله ذلك الوفد.
وبالرغم من أن أجندة عمل الوفد المرتهن للخارج كانت واضحة ومكشوفة للوفد الوطني، إلا أن إثارة أعضاء ذلك الوفد للكثير من النقاط الخلافية التي ربما يكون من المبكر جداً مناقشتها وطرحها قبل المرور على نقاط مهمة أخرى تكون قاعدة ثابتة للانطلاق نحو حوار هادف وبناء، كان مثيراً للدهشة والاستغراب، ما يؤكد مجدداً طبيعة الأدوار والأهداف التي تحملها تلك الأطراف والتي هي في حقيقة الأمر تمثل طموحات وأهداف أطراف الإرهاب، بدءاً من الأميركي والتركي وليس انتهاء بالغربي والإسرائيلي وأنظمة ومشايخ الخليج.
ضمن هذا السياق تأتي تحذيرات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي حذّر مع بدء اجتماعات اللجنة المصغرة من محاولات للتدخل في عمل اللجنة، داعياً أصحاب الشأن في الأمم المتحدة، وعلى رأسهم الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى سورية، العمل على إحباط مثل هذه المحاولات بشكل حاسم.
من هنا يمكن القول إن طروحات الوفد الوطني التي قدمها في الاجتماع الأول والتي كانت عبارة عن طروحات وطنية بامتياز تحاكي متطلبات وطموحات الشعب السوري، كانت في أبعادها وحقيقتها اختباراً حقيقياً لنوايا الأطراف المقابلة التي كشرت في اليوم الأول من اجتماعات الأمس مجدداً عن أنيابها رافضة كل هذه الطروحات، من خلال عدم بلورة رد واضح عليها.
على الارض تسابق التطورات الميدانية، التطورات السياسية، في ظل المحاولات المحمومة للنظام التركي وأدواته ومرتزقته لقلب معادلات وقواعد الميدان، لاسيما في محيط بلدة تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي والطريق الدولي المحاذي، حيث يستمر النظام التركي بتصعيده على الأرض في محاولة للضغط على الجانب الروسي قبيل انطلاق جولة جديدة من اجتماعات آستنة مطلع الشهر القادم، بالرغم من الحديث عن اتفاق للتهدئة بين روسيا والنظام التركي الذي لا يكف مواصلة سياسة الابتزاز والخداع في سبيل تحسين شروط التفاوض والابتزاز، يأتي هذا في ظل تحقيق الجيش العربي السوري لإنجازات جديدة في الجبهة الشمالية والغربية بشكل عام في رسالة واضحة من دمشق بأنها خارج سياق الطموحات والأهداف الاحتلالية والاستعمارية التركية وإنها غير معنية بمواقف وسياسات الطرفين على الأرض، لأن قرارها واضح وحاسم في هذا الشأن وهو محاربة الإرهاب وسحقه وطرده من كامل الجغرافية السورية، وكذلك طرد كل الغزاة والمحتلين من أرضها، وفي هذا السياق فقد استعادت وحدات من الجيش العربي السوري السيطرة على قرية المشيرفة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد تكبيد إرهابيي تنظيم جبهة النصرة خسائر بالأفراد والعتاد، كما وسعت وحدات من الجيش العربي السوري انتشارها في المحور الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي باتجاه محافظة الرقة، حيث دخلت وحدات من الجيش دخلت نقطة جديدة غرب قرية عالية الحسين في الريف الغربي لناحية تل تمر لتأمين الاتصال والتواصل البري بين وحدات الجيش بين محافظتي الحسكة والرقة.

فؤاد الوادي
التاريخ: الأربعاء 27-11-2019
الرقم: 17132

 

 

 

 

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع