الثورة – يامن الجاجة:
لا يختلف اثنان على إيجابية التأثير الذي سيخلقه رفع العقوبات الأميركية على كرة القدم السورية، ولا يختلف اثنان أيضاً على ضرورة استثمار هذا التأثير الإيجابي بصورة مثالية.
ويمثل رفع العقوبات الأميركية عن سورية، فرصة ثمينة يجب اغتنامها على أفضل وجه، لتحقيق عدة مكاسب للعبة الشعبية الأولى في البلاد، من خلال استثمار أموال كرتنا المجمدة في الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، في مشاريع ذات فائدة مضمونة، ومستدامة على المدى المتوسط والطويل، لذلك لا بد أن يكون لدى أصحاب القرار في رياضتنا خطة عمل واضحة، بهدف اغتنام الفرصة التي يوفرها الجو الإيجابي على خلفية رفع العقوبات.
الاستثمار المضمون
ويرى كثيرون، أن أفضل مجال لإنفاق أموال كرتنا المجمدة بعد استعادتها، هو الاستثمار في تطوير ودعم البنية التحتية لكرة القدم السورية، وإعادة تأهيل هذه البنية، لاسيما أن وجود بنية تحتية جيدة يساعد على تطوير المستوى الفني للمسابقات المحلية وللمنتخبات الوطنية، كما أنه يفتح آفاقاً واسعة في مجالات الاستثمار الرياضي، وبيع حقوق البث، واستقطاب الرعاة وزيادة المتابعة الجماهيرية.
ملف رفع الحظر
ولا يمكن بأي حال من الأحوال، تجاهل المطالب التي تنادي بالعمل على ملف رفع الحظر عن ملاعبنا، ولاسيما مع حاجة هذا الملف لميزانية ضخمة، في حال توافرت الظروف الأمنية واللوجستية المناسبة، حسب تقييم اللجان المختصة المُرسلة من الاتحادين الدولي والقاري، عندما يكون هناك خطاب رسمي من الاتحاد السوري لكرة القدم، يُطلب فيه إرسال لجان للكشف، عن إمكانية البدء برفع الحظر الجزئي عن ملاعبنا قبل أن يصبح كلياً.
عصفوران بحجر
ونظراً لحاجة ملف رفع الحظر إلى ملاعب واستادات بمواصفات نوعية، فإن تطوير وتهيئة البنية التحتية لكرة القدم السورية، سيخدم حكماً ملف رفع الحظر، في حال كان هناك توجه صادق وحقيقي للعمل على هذا الملف، دون أن يتم تأجيله، وفي حال كانت القيادة الرياضية ممثلة بوزارة الرياضة والشباب تعي ضرورة استثمار أموال كرتنا المجمدة في مجال تهيئة البنية التحتية، دون أن يكون لدى أصحاب القرار توجهات أخرى؟!.
السؤال الأهم
ويبقى السؤال الأهم مرتكزاً على طبيعة الخطوات التي سيخطوها أصحاب القرار، ولاسيماً أن أحداً لا يستطيع الجزم بماهية توجهات السادة في وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم الذي سيتم انتخابه، لأن حسابات الحقل (مجالات الاستثمار) قد لا تتفق مع حسابات البيدر (الميزانية المتاحة) من وجهة نظر أصحاب الحل والربط، رغم القناعة السائدة بأن ما هو متوافر سيكون كافياً لتحقيق نهضة مستدامة.