الأطباء السعوديون بلسموا قلوب 250 سورياً بمشفى جراحة القلب الأولى من نوعها … زراعة بطارية لاسلكية للقلب .

الثورة – ناديا سعود:
في إطار الجهود الإنسانية لدعم القطاع الصحي السوري، استقبل مستشفى دمشق لأمراض وجراحة القلب وفوداً طبية متخصصة قدمت خدمات مكثفة للمرضى، أبرزها حملة الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقدم أعضاء الحملة خدمات نوعية شملت العمليات الجراحية والتدخلات القلبية المتقدمة، إلى جانب التدريب وتبادل الخبرات مع الكوادر الطبية المحلية، في ظل ظروف صعبة عانى منها القطاع الطبي السوري لسنوات.

مدير عام المستشفى الدكتور خالد حمزة كشف لـ”الثورة” أن الحملة السعودية بدأ التحضير لها منذ بداية العام الحالي، بزيارة تنسيقية لثلاثة من أعضاء الوفد، تم خلالها وضع خطة العمل، ليتحقق وعدهم بتنفيذ الحملة مع بداية الشهر الخامس.
وأشار إلى أن “الوفد الطبي السعودي كان مميزاً بعدد أفراده وتنوع اختصاصاتهم، وضم أكثر من 80 شخصاً، بينهم 43 زائراً لمستشفى دمشق وحده، شملت اختصاصيين في جراحة القلب، أمراض القلب، كهرباء القلب، العناية المشددة، التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، وفنيين تقنيين وعمل الوفد على مدار أسبوع كامل من دون توقف، لتقديم المساعدة الطبية المجانية للمرضى المحتاجين”.

بالأرقام

وأوضح الدكتور حمزة أن الوفد أجرى 37 عملية قلب مفتوح، شملت جراحات الشرايين، الصمامات، وحالات مركبة بينهما، كما نُفذت 166 عملية قسطرة، تضمنت توسيع الشرايين وزرع الشبكات والبالونات.
وفي مجال كهرباء القلب، تم التعامل مع 33 حالة، منها زراعة بطاريات، صادمات قلبية، أجهزة إعادة تزامن، وعمليات “الإبليشن” وهي من العمليات المتقدمة والنادرة في سوريا، بالإضافة لإجراء عملية نوعية تمثلت بزراعة بطارية لاسلكية للقلب، تُعد من أوائل العمليات النوعية في البلاد.

وأشار إلى أن التعاون مع الاستشاريين السعوديين وفر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات مع الكوادر الطبية السورية، وجرت محاضرات وندوات علمية موازية ساهمت في رفع الكفاءة العلمية للمستشفى، الذي يضم نحو 80 طبيباً مقيماً في الأمراض القلبية و25 مقيماً في جراحة القلب، مؤكداً على متابعة جميع الحالات بعد العمليات من خلال الزيارات الدورية للمريض وإجراء الفحوصات المخبرية والإيكو بجميع أنواعه.

دعم صحي

ولفت د. حمزة إلى أهمية الحملات الطبية التي شهدتها سوريا مؤخراً، مشيراً إلى أن تعددها وتواليها يعكس روح التضامن والدعم للقطاع الصحي المنهك، والذي عانى لسنوات من الإهمال والدمار الذي خلفه النظام المخلوع، مضيفاً: إن المستشفيات السورية تفتقر إلى المستلزمات الأساسية، كما أن العديد من الأجهزة الطبية أصبحت متهالكة أو خرجت عن الخدمة تماماً، ولكن بوادر التعافي بدأت تظهر بفضل كوادرنا الطبية العائدة من الغربة، فهذه الحملات ساهمت بشكل مباشر في رفع مستوى الرعاية الصحية والتخفيف من معاناة المرضى غير القادرين على تحمّل تكاليف العمليات الجراحية والتدخلات القلبية الباهظة الثمن، والتي تُعد من أغلى الإجراءات الطبية في العالم، فكيف الحال في سوريا المنكوبة.

ولفت إلى أن سوريا اليوم بدأت تنفتح من جديد على محيطها العربي والإقليمي، وبدأت تخرج تدريجياً من أزمتها العميقة التي أوقعها فيها نظام مستبد لم يكترث لمعاناة شعبه.

وقال: “نحن اليوم نبدأ من جديد والمستقبل مشرق بالتأكيد، خاصة في ظل رفع العقوبات، وهو حدث تاريخي سيفتح الباب أمام إصلاح الأجهزة الطبية المعطّلة واستيراد قطع الغيار التي كانت محظورة سابقاً”.

المرضى الأكثر احتياجاً

من جهته، أوضح معاون المدير العام للشؤون الطبية في وزارة الصحة الدكتور حسام خضر أن جميع الزيارات والوفود الطبية تأتي بالتنسيق المسبق، ويتم إعداد قوائم بالمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، وتحديد العمليات المتوقع تنفيذها بحسب اختصاصات الوفد.

وبيّن أن الوفود السابقة ومنها وفود ألمانية وقطرية، بالإضافة إلى الحملة السعودية ركزت على الحالات الإسعافية والطارئة، ووفرت خدمات علاجية على مدار الساعة بشكل مجاني، ما خفف العبء عن المواطنين، واستطعنا تغطية عدد كبير من الحالات ولكن ليس جميعها بسبب كثرتها للأسف.

وأشار د. خضر إلى أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا فتح المجال لإمكانية إدخال تجهيزات طبية جديدة كانت ممنوعة سابقاً، مبيناً أن بعض الأجهزة الحديثة، مثل أجهزة كهرباء القلب، كانت جاهزة ولكن لم يُسمح بإدخالها بسبب العقوبات، موضحاً أن الحملة ساهمت في تقديم المستهلكات التي يحتاجها المريض، ولكن بعد رفع العقوبات من الممكن إدخال الأجهزة الحديثة وترميم النقص الحاصل، كما أن وزارة الصحة تعمل حالياً على إعداد برامج لترميم البنية التحتية للمستشفى وتجهيزه بمعدات حديثة.

مع فتح آفاق جديدة، يتوقع أن تشهد المستشفيات السورية مشاريع توسعة وتحديث للأجهزة الطبية، ويأمل المعنيون أن تستمر هذه الحملات لتساهم في إعادة بناء القطاع الصحي وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لكل محتاج.

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع