الثورة – سيرين المصطفى
خلال سنوات الحرب في سوريا، شهدت مناطق النزوح انتشاراً للأمية بين بعض الأطفال، خاصة في ظلّ اضطرارالعائلات للانتقال المتكرر، وانقطاع أبنائهم عن المدارس كان سبباً مباشراً لهذه الظاهرة.
إضافة إلى ذلك، ساهمت الظروف الاقتصادية وبعد المدارس عن أماكن السكن، فضلاً عن التحديات الناتجة عن النزوح، في تفاقم مشكلة الانقطاع عن التعليم.
الأبعاد التعليمية والاجتماعية والنفسية للأمية
الأمية ليست مجرد فقدان القدرة على القراءة والكتابة، بل تمتد آثارها لتشمل الجوانب التعليمية والاجتماعية والنفسية للأطفال. فهي تحدّ من فرصهم في متابعة التعليم المستقبلي، وتُقيد قدرتهم على الحصول على وظائف لائقة في المستقبل، ما يعزز دائرة الفقر.
قصص حيّة تعكس الواقع اليومي
تروي أم محمود، سيدة من مخيم أطمة قصة ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً، والتي اضطرت لترك التعليم قبل ست سنوات. تقول الأم :إن ابنتها لم تتمكن من إكمال سوى صفين دراسيين، وبالكاد تجيد القراءة والكتابة.
تعكس هذه القصة التحديات اليومية التي يواجهها الأطفال النازحون، حيث يجبرهم النزوح على الانقطاع عن التعليم، مما يزيد من انتشار الأمية ويؤثر على مستقبلهم.
الآثارالمستقبلية
يشكل الانقطاع عن التعليم تهديداً مباشراً لمستقبل الأطفال النازحين.
إذ يجد هؤلاء صعوبة في العودة إلى المدارس واستكمال مراحلهم التعليمية. كما تؤثر الأمية على المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة، وتعيق قدرتهم على المشاركة في الأنشطة التعليمية والاجتماعية.
على المستوى النفسي، يؤكد اختصاصيون أن الأمية تقلل الثقة بالنفس وتزيد شعور الأطفال بالعجز أمام أقرانهم المتعلمين، وقد تدفع بعضهم -مستقبلاً- للانخراط في أعمال خطرة أو شاقة لا تضمن لهم الاستقرار أو الحماية.
استراتيجيات وحلول
لمواجهة الأمية يقترح ناشطون عدة حلول للتعامل مع الأمية بين الأطفال النازحين.
من أبرز هذه الحلول إنشاء مراكز تعليمية مؤقتة ومتنقلة في المخيمات والمناطق النائية، وتوفير أدوات ومواد تعليمية أساسية للفئات الأكثر ضعفاً.
بالإضافة إلى ذلك، اقترحوا تقديم حملات توعية تستهدف الأسر لتسليط الضوء على أهمية التعليم وتشجيع الأطفال على الاستمرار فيه.
ومن بين الوسائل الحديثة، استخدام الهواتف الذكية لتقديم الدروس للأطفال، الذين لا يمكنهم الوصول إلى المدارس أو لا توجد مدارس قريبة من أماكن سكنهم.
نحو تمكين الأطفال النازحين
تمثل الأمية وانقطاع التعليم لدى الأطفال النازحين في سوريا قضية أساسية تهدد مستقبلهم وحياتهم التعليمية والنفسية والاجتماعية.
لذلك، أصبح من الضروري تدخل المنظمات الإنسانية لتقديم مشاريع تعليمية وداعمة تشمل أنشطة تعليمية ونفسية تهدف إلى تمكين الأطفال ومساعدتهم على استعادة فرص التعلم وبناء مستقبل أفضل.