ثورة أون لاين :
بعد تعرضه لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب الإرهابية جراء الحرق والقطع تتوجه وزارة الزراعة لاستعادة مساحات الغطاء الحراجي تدريجياً عبر زيادة عدد الغراس الحراجية المنتجة وإطلاق حملات التشجير وتشديد المخالفات على الاعتداءات على المواقع الحراجية.
مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي حسان فارس لفت في تصريح لـ سانا إلى زيادة عدد الغراس المنتجة من مليون و860 ألف غرسة في عام 2018 إلى نحو 5 ملايين غرسة في الموسم السابق و6 ملايين غرسة للموسم الحالي تشمل “الصنوبر والسرو بأنواعه والكينا والأكاسيا والنخيل المروحي والريشي والسنديان وغيرها”.
ولفت فارس إلى أن الغطاء الحراجي تعرض لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية تمثلت في الحرق والقطع وتنامي ظاهرة الاعتداء على الثروة الحراجية الأمر الذي أدى إلى تراجع في مساحاته وضرر في مكونات التنوع الحيوي.
وكانت سورية تنتج قبل عام 2011 نحو 30 مليون غرسة سنوياً وانخفض العدد إلى 5ر1 مليون غرسة نتيجة ظروف الحرب وفق إحصائيات وزارة الزراعة.
ووضعت وزارة الزراعة حسب فارس خطة عمل خلال الموسم الحراجي الحالي لإنتاج مزيد من الغراس الحراجية وزيادة الطاقة الإنتاجية خلال السنوات القادمة بهدف إعادة زراعة المساحات التي تعرضت للتعديات ولا سيما زيادة خطة التحريج الاصطناعي إلى 3 آلاف و500 هكتار لهذا الموسم والعمل أيضاً على متابعة المواقع الحراجية وإطلاق حملات التشجير والتربية والعناية بالمواقع التي تعرضت للعبث وتضبط عمليات حماية وتنمية الغابات الطبيعية والاصطناعية عدة تشريعات منها قانون الحراج رقم 6 للعام 2018 وقانون الضابطة الحراجية رقم 41 للعام 2006 الذي أعطى الصلاحية للضابطة الحراجية كقوة تنفيذية تتمتع بصلاحيات الضابطة العدلية والمانعة ومهمتها حماية أحراج الدولة والخاصة والحيلولة دون وقوع التعديات عليها وقمع المخالفات الحراجية حيث تتضمن العقوبة غرامات مالية وفي بعض الحالات تفرض عقوبة السجن المؤبد أو الإعدام في حال تسبب حريق متعمد بعاهة دائمة أو وفاة أحد الأشخاص العاملين على إطفائه.
وحسب إحصائيات مديرية الحراج سجلت عام 2019 – 1753 مخالفة حراجية في مختلف المناطق وبلغ عدد الحرائق الحراجية 627 حريقاً والحرائق الزراعية 2581 حريقاً لتصل مساحة الأراضي الزراعية المتضررة من الحرائق إلى 875 ألف دونم كما قدرت مساحة الأراضي الحراجية المتضررة بفعل الحرائق الحراجية بستة عشر ألف دونم.
وكشف فارس أن معظم الحرائق التي نشبت العام الماضي كانت نتيجة فعل فاعل وإهمال البعض ورميهم أعقاب سجائر أو حرق قمامة مع وجود أحوال جوية تساعد على اشتعال الحرائق كسرعة رياح ورطوبة مبيناً أن الاعتداء على المساحات الحراجية من قبل تجار الفحم سجل بنسب قليلة لأن إنتاج الفحم لا يتم عبر حرق الغابات بل بتجميع الأخشاب بظروف معينة وتبخيرها.
وبين فارس أن هناك إجراءات متخذة لتعويض الضرر الناتج عن الحرائق مشيراً إلى أن العملية التي تتبع إخماد الحريق إجراء عملية التنظيف للموقع وتجهيزه للتحريج الاصطناعي ووضعه ضمن الخطة السنوية الحالية للمديرية والقيام بعملية تحريج فوري لحدود المنطقة المحروقة لمنع التعدي عليها واستخدامها لأغراض غير حراجية.
وأكد فارس أهمية نشر التوعية البيئية حول ضرورة الحفاظ على الأشجار ومنع عمليات الاحتطاب والرعي الجائر داعياً المزارعين والمرتادين للمواقع الحراجية للتعامل بحذر أثناء وجودهم ضمن المناطق الحراجية والحفاظ عليها والتقيد بالإجراءات الوقائية أثناء حرق المخلفات الزراعية.
وشهدت مختلف المناطق خلال العام الحالي انضمام مبادرات تطوعية وأهلية إلى حملات التشجير والتوعية البيئية لإعادة تأهيل المواقع المتضررة.