الثورة- منذر عيد:
كثيرة هي الأسئلة المتداولة في الأروقة الدبلوماسية والإعلامية في المنطقة، قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة يوم غد الثلاثاء إلى دول الخليج العربي وانعقاد القمة الخليجية- الأميركية في العاصمة السعودية الرياض، وزيارته الإمارات وقطر، وبعيداً عن أهمية الزيارة وما سينتج عنها من اتفاقات وقرارات، وما تحمله من دلالات كونها الزيارة الأولى لترامب خلال ولايته الرئاسية الثانية خارجياً، تبقى الأسئلة الأهم لجهة أي حصاد سوف تجنيه دمشق من بيادر اللقاءات، وهل من مفاجأة تتمثل بلقاء السيد الرئيس أحمد الشرع نظيره الأميركي خلال الزيارة؟.
لن نخوض في دلالات الزيارة، ولا في أهميتها بشكل عام، ولا المتوقع من نتائجها العامة، بل سنحاول تلمس المنعكسات المرتقبة منها على الساحة السورية، لجهة توصل قادة السعودية والإمارات وقطر في إقناع ترامب برفع العقوبات الاقتصادية عن الشعب السوري، وغض الطرف عما يمكن أن تقدمه الدول العربية والعالمية من مساعدات للحكومة السورية الجديدة، على صعيد إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد السوري، للخروج من آثار والتداعيات الهدامة التي خلفها النظام البائد.
مؤشرات إيجابية
في شهر نيسان الماضي أوضح وزير خارجية دولة قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة القطرية، عقب مباحثاته مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، أن الإدارة الأميركية “منفتحة” بشأن سوريا، تصريح يشكل بوادر إيجابية لتوسيع مروحة الإيجابية الأميركية من الأماني والتصريحات للتحول خلال زيارة ترامب إلى دول الخليج إلى أفعال، لتزداد نسبة الأمل في حصول دمشق على حصة دسمة من بيادر الزيارة مع تصريحات المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، أن واشنطن تؤكد مرة أخرى، التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين “لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية مستدامة للأزمات، حسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفي ذات السياق أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في التاسع من الشهر الحالي أن “الرئيس الأمريكي لن يتمكن من تجنب قائمة الأزمات الإقليمية الطويلة، بما في ذلك الحرب في غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والفوضى التي تشهدها سوريا بعد رحيل الأسد”.
سوريا على أجندة الزيارة
تؤكد جميع التقارير الإعلامية، والتصريحات السياسية المعنية بزيارة ترامب إلى دول الخليج، أن الملف السوري سيكون حاضراً بقوة على طاولة النقاشات والمباحثات بين ترامب وزعماء السعودية وقطر والإمارات، ليؤكد أشخاص مطلعون على تحضيرات الزيارة أن يحثّ القادة القطريون والسعوديون ترامب على ضمّ سوريا إلى صفّهم، في إطار جهد أوسع نطاقًا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ليؤكد مسؤول وصفته شبكة “سي إن إن” الأميركية بـ”المطلع”، أن دولة قطر وضعت ملف سوريا ضمن سلّم أولوياتها خلال المباحثات التي ستُجرى مع الرئيس ترامب في الدوحة، قائلا : “من المتوقع أن تكون سوريا قضيةً رئيسية ستطرحها قطر مع ترامب خلال زيارته”، مشيراً إلى أن الدوحة تطالب الإدارة الأميركية برفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون “قيصر”.
الحضور السوري غير المباشر في القمة الخليجية– الأميركية، ربما انعكس بشكل أو آخر بين سطور الاتصالات التي أجرها الرئيس الشرع يوم أمس الأحد مع كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليبقى الجميع بترقب مفاجأة ما، قد تتمثل بعقد لقاء مباشر بين الرئيس الشرع وترامب، رغم التأكيد بأن اللقاء غير معروف حتى اللحظة الأخيرة، مع الأخذ بالحسبان، ما أوضحته مصادر مطّلعة لوكالة “رويترز”، أن سوريا ترى أن ترامب، المعروف بسوابقه في كسر التقاليد الدبلوماسية، قد يكون مفتاحاً لفتح نافذة تفاوض مباشر مع واشنطن.