الثورة – جهاد اصطيف:
في مشهد يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة السورية لقطاع الرياضة ومؤسساته، استقبل نادي أهلي حلب، نائب محافظ حلب عبد الرحمن سلامة، ممثلاً عن رئاسة الجمهورية في المحافظة، وجاءت هذه الزيارة الرسمية، بمثابة محطة جديدة في مسيرة الدعم الحكومي للأندية الرياضية العريقة، حيث شكلت فرصة للاطلاع على واقع النادي الاستثماري والإداري والفني، والوقوف على ما يملكه من منشآت ومرافق وبنى تحتية، فضلاً عن تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تحيط بعمله.
زيارة ممثل رئاسة الجمهورية إلى مقر النادي ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل هي رسالة واضحة، تؤكد على أن الرياضة السورية جزء أصيل من الهوية الوطنية، وأن الأندية الكبرى مثل الاتحاد ” أهلي حلب” تعتبر ركيزة مهمة في صياغة المشهد الرياضي والاجتماعي في البلاد.
تفاصيل الجولة الميدانية
بدأت الزيارة بجولة موسعة قام بها سلامة على مختلف منشآت النادي، وفق بيان الإدارة، حيث شملت الجولة الملاعب الرئيسية والفرعية، والصالات الرياضية، إضافة إلى المرافق الخدمية التي تمثل بنية تحتية أساسية لدعم نشاطات النادي.
خلال الجولة، استمع سلامة إلى شرح وافٍّ من القائمين على النادي حول المشاريع الاستثمارية التي يجري العمل عليها، والخطط المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز الموارد الذاتية، وتطوير البنية التحتية، بشكل يواكب طموحات النادي الكبيرة، وقد أبدى إعجابه بالجهود المبذولة، مؤكداً على أهمية الاستفادة من جميع الإمكانات المتاحة بما يضمن استمرارية النادي في أداء رسالته الرياضية والاجتماعية.
زيارة وزير الرياضة والشباب
اللافت أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الرياضة والشباب محمد سامح الحامض إلى مقر النادي، تلك الزيارة حملت بدورها دلالات كبيرة، حيث أراد الوزير أن يطّلع بشكل مباشر على واقع الرياضة في سوريا، وأن يوجّه رسالة دعم واضحة للأندية العريقة، حيث أكد وقتها أن نادي الاتحاد ” أهلي حلب ” يمثل ركناً أساسياً في الرياضة السورية، وأن دعمه واجب وطني يقع على عاتق الجميع.
النادي بين الماضي والحاضر
لا يمكن الحديث عن الاتحاد ” أهلي حلب” دون التوقف عند تاريخه العريق، فهذا النادي الذي تأسس منذ عقود طويلة، يعد من أبرز الأندية السورية، وأكثرها إنجازاً على مستوى البطولات المحلية والقارية، فقد رفع راية سوريا في المحافل الدولية، وحقق بطولات كروية وسلوية، جعلته علامة فارقة في سجل الرياضة الوطنية.
لكن ما يميز الاتحاد ليس البطولات فحسب، بل أيضاً جماهيره الوفية التي تملأ المدرجات في كل مباراة، وتشكل حالة فريدة من الانتماء والعشق للنادي، هذه الجماهير هي سر قوة الاتحاد، وهي التي تجعل أي دعم رسمي له بمثابة استثمار في الذاكرة الوطنية والروح التنافسية التي تميز الرياضة السورية.
إن زيارة سلامة إلى نادي أهلي حلب، وما سبقها من زيارة وزير الرياضة، تشكلان معاً محطة مضيئة في مسيرة النادي، فهما تؤكدان حرص القيادة على متابعة شؤون الأندية الرياضية ودعمها بما يليق بتاريخها العريق ومكانتها الكبيرة.
اليوم، يقف الاتحاد ” أهلي حلب ” أمام مرحلة جديدة عنوانها التطور، مستنداً إلى إرث تاريخي حافل بالبطولات، وإلى دعم جماهيري لا ينضب، وإلى رعاية رسمية تسعى لتعزيز حضوره التنافسي، إنه أكثر من مجرد نادٍ، إنه مؤسسة وطنية تحمل في قلبها تاريخ مدينة، وفي روحها طموح أمة.