شهر المونة والعودة للمدرسة..ضغوط اقتصادية ترهق الأسر

الثورة – رولا عيسى:

يقترب العام الدراسي ويلازمه كما كل عام موسم المونة، وفي هذا التوقيت تعيش معظم الأسر السورية ضغوطاً اقتصادية كبيرة، نتيجة ارتفاع تكاليف المستلزمات المدرسية والمواد الغذائية الأساسية بالنسبة للدخول المحدودة الأسعار لا تتناسب مع الدخل المحدود للكثير من العائلات، ما يثير تساؤلات حول كيفية تجاوز هذه الأزمة.

صحيفة الثورة حاولت استعراض أسعار المستلزمات المدرسية والمونة في الأسواق السورية، وكذلك آراء المواطنين حول الواقع الاقتصادي وتأثيره على حياتهم اليومية:

المستلزمات المدرسية

في الوقت الذي يستعد فيه الأطفال للعودة إلى مقاعد الدراسة، يجد أولياء الأمور أنفسهم أمام تحد توفير مستلزمات التعليم، إذ شهدت أسعار الأدوات المدرسية زيادات كبيرة في الآونة الأخيرة، وتختلف أسعار المستلزمات بحسب الجودة والعلامة التجارية: ضمن سوق خاص بالعروض في أحد مولات دمشق تراوح سعر الحقائب المدرسية بحسب حجمها ما بين 50000 إلى 250000 ليرة سورية أما الأدوات المدرسية (الدفاتر، الأقلام، المساطر): تتراوح تكلفة الطفل الواحد من 50000 إلى 150000 ليرة سورية، أما الملابس المدرسية تتراوح الأسعار من 100000 إلى 250000 ليرة سورية للزي الكامل.

الكتب المدرسية: تتراوح أسعار الكتاب الواحد للمرحلة الثانوية بين 20000 إلى 50000 ليرة سورية حسب الحاجة.

عبد اللطيف موسى موظف عبّر عن معاناته قائلًا: أعمل طوال اليوم وفي عملين إلا أنني أجد صعوبة كبيرة في تأمين الأدوات المدرسية للأبناء على الرغم من انخفاض أسعارها عن العام الماضي بنسبة جيدة لكن ما تزال مرتفعة بالنسبة للدخل وحجم الاحتياجات في هذا الشهر.
موسم المونة موسم المونة أيضاً له أعباؤه، إذ يبدأ السوريون في تحضير المونة استعداداً لموسم الشتاء، إلا أن ارتفاع الأسعار يثقل كاهل الأسر التي تعاني من ضغوط اقتصادية مستمرة وفي رصد لأسعار بعض المواد التي يحتاجها السوريون لهذا الموسم، فقد بلغ سعر كيلو الملوخية المجففة: 50000 إلى 60000 ليرة سورية، أما المكدوس، يتراوح سعر المرطبان الواحد بين 70000 إلى 120000 ليرة سورية، المربيات: تتراوح الأسعار بين 35000 إلى 70000 ليرة سورية للكيلو.

زيت الزيتون: تتراوح أسعار زيت الزيتون بين 30000 إلى 70,000 ليرة سورية للتر، والطماطم المجففة (دبس البندورة): تتراوح أسعارها بين 50000 إلى 70000 ليرة سورية للكيلو.

سهى يوسف، ربة منزل من دمشق، قالت: “هذا العام لم أستطع حتى الآن شراء المونة، فالملوخية سعرها نار، والمكدوس أيضاً، التكاليف مرتفعة خارج القدرة.

الأبعاد الاجتماعية والنفسية

تقول الخبيرة التنموية ميرنا السفكون: إن الضغوط الاقتصادية التي يعيشها المواطن السوري ليست فقط على صعيد الأعباء المالية المباشرة، بل تتعداها إلى ضغوط نفسية واجتماعية، فالقلق المستمر من عدم القدرة على توفير احتياجات الأطفال المدرسية أو تحضير المونة للموسم الشتوي يخلق حالة من التوتر داخل الأسرة. وتقترح -من أجل التخفيف من حدة هذه الأزمات- أنه من الضروري أن تتبنى الحكومة سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تخفف من معاناة الأسر السورية، وتقول: من الضروري زيادة الدعم الحكومي فيمكن توفير دعم مباشر للأسر ذات الدخل المحدود لتغطية تكاليف المستلزمات المدرسية والمونة عبر المنح أو زيادة الرواتب أو عبر الجمعيات الأهلية. وتشير إلى أهمية التسعير المدعوم للمواد الأساسية، أي العمل على فرض تسعير مدعوم أو تحديد سقف لأسعار المواد الأساسية لضمان وصولها لجميع المواطنين.

وترى الخبيرة أهمية تشجيع الإنتاج المحلي، من خلال زيادة دعم المزارعين المحليين والمنتجين السوريين، يمكن تقليل الاعتماد على الاستيراد وبالتالي خفض الأسعار بسبب تكاليف الاستيراد، وتسببها بارتفاع سعر الدولار.

وتقترح اجراءات تخفيفية من القطاع الخاص والمحال التجارية، وعلى القطاع الخاص أن يلعب دوراً في تخفيف الضغوط من خلال تقديم خصومات على المستلزمات المدرسية أو المواد الغذائية، وإجراء المهرجانات، إذ نلاحظ هذا العام غياب وقلة المهرجانات الخاصة بالمستلزمات المدرسية، أيضاً تشير الخبيرة إلى ضرورة التوعية بشأن عدم زيادة الإقبال على شراء المونة وهو ما يتسبب بارتفاع أسعارها، وتحولها لتكون بمتناول الأسر المقتدرة.

لاشك أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن السوري خلال موسم العودة إلى المدارس وتحضير المونة لا تعدو كونها مجرد تحدٍ مادي، بل هي أزمة اجتماعية ونفسية تؤثر في حياة الأسر، ومع استمرار الارتفاع في الأسعار، يصبح من الضروري أن تتضافر الجهود الحكومية والمجتمعية لإيجاد حلول من شأنها تخفيف هذه الأعباء.

آخر الأخبار
محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي أجهزة إنارة بالطاقة الشمسية في "أم باطنة" بالقنيطرة يعزز ارتباط الطلاب بوطنهم..التعليم الافتراضي لدمج التكنولوجيا بالتربية والتعليم