الثورة – وعد ديب:
بعد صدور قرار وزارة المالية، القاضي ببدء العمل بالصفقات الضخمة في سوق دمشق للأوراق المالية، وبدء العمل به اعتباراً من جلسة الأحد 24 آب 2025، يثير هذا القرار تساؤلات حول إيجابيات العودة لهذا النوع من التداول في السوق، خصوصاً في ظل تطور أداء السوق واستقطاب الاستثمارات. مدير الدراسات والتوعية والعلاقات الخارجية في هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية، نيفين سعيد، تحدثت لـ”الثورة” حول تفاصيل التداول بالصفقات الضخمة وآثار العودة إليها على السوق والمستثمرين.
آلية التداول
وأشارت إلى أنه تتم الصفقات في سوق دمشق للأوراق المالية خلال أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس، حيث تمتد فترات التداول من الساعة العاشرة والنصف صباحاً وحتى الساعة الواحدة والربع بعد الظهر، وفقاً للفترات التالية:
1. فترة ما قبل الافتتاح (10:30 – 11:00): يتم خلالها إدخال أوامر البيع والشراء دون تنفيذ أي صفقات.
2. فترة الافتتاح (11:00): تستمر لمدة لا تتجاوز ثلاث دقائق، إذ يتم تنفيذ الصفقات بناءً على الأوامر المدخلة مسبقاً.
3 . فترة التداول المستمر (11:00 – 13:00): يتم خلالها تنفيذ الصفقات فوراً وفقاً لشروط الأوامر. 4. فترة الصفقات الضخمة (13:00 – 13:15): تستمر لمدة 15 دقيقة، ويتم خلالها تنفيذ الصفقات الضخمة وفقاً لقواعد محددة. 5. فترة الإغلاق (13:15): يُحتسب خلالها سعر الإغلاق لكل ورقة مالية.
الفرق بين الصفقات الضخمة والعادية
مدير الدراسات والتوعية والعلاقات الخارجية في هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية، أوضحت أن الصفقة العادية هي عملية مطابقة بين أمر بيع وأمر شراء على سهم معين خلال فترة التداول المستمر. أما الصفقة الضخمة (Block Trades) فهي تتم على كمية كبيرة جداً من أسهم شركة معينة لا تقل قيمتها عن 100,000,000 ليرة سورية، وتُنفّذ بعد انتهاء فترة التداول المستمر، وتحتاج إلى ترتيبات خاصة بين شركات الوساطة وطرفي الصفقة (البائع والمشتري).
لماذا تمّ إيقاف التداول بالصفقات الضخمة؟
وتجيب سعيد على السؤال: بعد صدور قرار وزير المالية رقم (671/ و) بتاريخ 1/6/2025، تم إيقاف التداول بالصفقات الضخمة لفترة مؤقتة، وبعد التحقق من سلامة المنظومة وتوفير متطلبات الحماية للمستثمرين، تقرر معاودة العمل بالصفقات الضخمة بدءاً من 24/8/2025. وتنوه بأنه من بين إيجابيات العودة للتداول بالصفقات الضخمة، زيادة السيولة في السوق، إذ يُضاف حجم تداول كبير إلى إجمالي تداولات السوق، مما يعكس عمق السوق ويساهم في جذب رأس المال والاستثمارات الكبيرة. وبحسب سعيد، كما أن تنفيذ الصفقات الضخمة يسمح بنقل ملكية كبيرة للشركات بسرعة وكفاءة، مما يعكس القيمة الحقيقية لها. إضافة إلى تقليل التكلفة على المستثمرين الكبار من خلال تجنب التوزيع على عدة أيام.
تأثيرها على السوق والاقتصاد
وتقول: بالرغم من الفوائد الكبيرة، هناك بعض السلبيات المرتبطة بالصفقات الضخمة، مثل عدم المساواة بين المستثمرين، حيث يُمنح المستثمرون الكبار الفرصة للتفاوض على صفقات كبيرة غير متاحة للمستثمرين الصغار، كما أن تنفيذها خارج أوقات التداول المستمر قد يقلل من درجة الشفافية الفورية، إذ لا يعرف المستثمرون بالصفقة إلا بعد انتهائها. لتلافي هذه السلبيات، والكلام لسعيد، يُمنح السوق الحق المطلق في الإعلان عن هذه الصفقات وأطرافها، وقد تطلب الهيئة إفصاحاً من أطراف الصفقة يُنشر على موقع الهيئة الإلكتروني.
وأوضحت سعيد أن الصفقات الضخمة تسهم في إضافة العمق لسوق دمشق للأوراق المالية، مما يؤدي إلى رفع مؤشرات التداول وزيادة حجم وقيمة التداول، فضلاً عن تحسين تقييم الشركات من خلال نقل ملكية حصص كبيرة. أما على مستوى الاقتصاد السوري، ترى سعيد أن هذه الصفقات تساهم في تفعيل دور سوق الأوراق المالية كقناة لتمويل الشركات، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، وتُعد خطوة مهمة لقياس ثقة المستثمرين في الاقتصاد المحلي. إن نجاح هذه الصفقات يشير إلى بداية تعافٍ نسبي للاقتصاد السوري.
عودة الصفقات الضخمة إلى سوق دمشق للأوراق المالية تُعتبر إشارة إيجابية على تحسن نشاط السوق وعودة الثقة من قبل المستثمرين الكبار، سواء المحليين أم الأجانب، كما أن ذلك يُعزز من قدرات السوق على جذب الاستثمارات ويُسهم في تنشيط الاقتصاد السوري.