هل مستعدون للعودة إلى المدارس؟ الأهل وأبناؤهم بين الضيق وتأمين المستلزمات

الثورة – زهور رمضان:

يبدو أن الغالبية العظمى من الأبناء اعتادوا على الإجازة الصيفية وأجوائها المريحة، كالسهر والنوم لساعاتٍ طويلة، وزيارة الأقارب والأصدقاء وقضاء وقت طويل أمام شاشة التلفاز أو الحاسوب أو الجوال، غير آبهين بالوقت أو الأشياء الأخرى. واليوم وبعد صدور قرار بدء العام الدراسي الجديد من قبل وزارة التربية المحدد في الواحد والعشرين من شهر أيلول القادم، أصبح من الضروري لدى كل عائلة البدء بتهيئة أبنائها لفكرة العودة إلى المدارس، وتدريبهم على روتين المدرسة قبل بداية السنة الدراسية بأسبوعين تقريباً وبشكلٍ خاص من المهم جدًا تنظيم الأسبوع الأخير من العطلة بحيث يكون النظام اليومي فيها يشبه اليوم المدرسيّ، كالنوم مبكرًا، والاستيقاظ في ساعات الصباح الباكر حتى يعتاد الطفل على فكرة الذهاب يومياً إلى المدرسة، بالإضافة لذلك يتوجب على الأهل التسوق والتجهيز للوازم المدرسة وبمرافقة الأبناء أنفسهم لإدخال الشعور بالمتعة والسرور إلى نفوسهم بقرب قدوم المدرسة.

التجهيز للمدارس

اعتدنا منذ طفولتنا على فكرة التجهيز للمدارس قبل قدومها بنحو الشهر تقريباً، وبالتالي تجد أغلب العائلات السورية تتهافت إلى الأسواق لشراء ما يتيسر لها من مستلزمات أبنائها المدرسية كالحقائب والقرطاسية اللازمة، ولكن منذ سنوات تغيرت هذه العادة لدى الكثير من العائلات السورية التي أصبحت اليوم بين مطرقة غلاء الحاجيات المدرسية وسندان تأمينها، ولم يعد بإمكانها تأمين ولو الحد الأدنى من المستلزمات الضرورية، نتيجة تفضيل الكثير منهم تأمين الطعام والشراب والحاجات الأساسية لأولادهم على فكرة شراء لوازم المدرسة نظراً للظروف القاسية والدخل المحدود، ولم يعد بإمكان المواطن السوري التفكير إلا بتأمين قوت أطفاله ليوم واحد في ظل غلاء الأسعار وجشع بعض التجار الذين يستغلون بداية كل موسم حتى يحققوا أرباحاً كبيرة على حساب الناس البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة. ونظراً لاقتراب موعد العام الدراسي، التقت الثورة بعض المواطنين للوقوف عند آرائهم لمعرفة مدى استعدادهم النفسي والمادي لتجهيزات المدرسة لأبنائهم.

بساطك على قدر حاجتك

السيدة ثراء موسى أم لثلاثة أبناء، أكدت أن أبناءها يحبون المدرسة ويفرحون بقدومها لأنهم يقضون العطلة الصيفية في المنزل أمام شاشة التلفاز وفقًا لتقنين الكهرباء، ولأنها غير قادرة بذات الوقت على إشراكهم في أي نشاط صيفي بسبب الضغوط المادية الكبيرة. ونوهت بأن همومها تزداد، وخاصة بداية العام، عندما لا تستطيع تأمين الجزء الأكبر من اللوازم المدرسية الضرورية، فقد اعتادت لسنوات أن يحمل أبناؤها حقائب من دون تبديل بواحدة جديدة بسبب عدم قدرتها على الشراء بل تأمين بعض الدفاتر والأقلام ذات النوعية المتوسطة وفقًا لمبدأ على قد بساطك مد رجليك. فيما ذكرت السيدة أم حبيب وهي أم لأربعة أطفال بأنه قبل موعد العودة إلى المدرسة ينتابها شعور غريب بالخوف والحزن على أبنائها لأنه منذ سنوات لم يتغير في حياتهم شيئاً، فأولادها في كل عام يضطرون إلى ارتداء لباسهم القديم بعد إعادة تدويره من قبلها، رغم تمنيها شراء كل حوائجهم المدرسية الجديدة، ولكن سوء الوضع المادي وغلاء الأسعار يمنعها من تحقيق أحلامها، وبينت لنا الطفلة همسة صارم أنها تحلم كل عام أن تشتري حقيبة جديدة، ولباسًا جديدًا يشبه لباس صديقاتها في المدرسة، فهم يرتدون أجمل الملابس ويشترون الحقائب الأنيقة، والقرطاسية المدرسية هذا إضافة لمصاريفهم اليومية الباهظة. كما عبر أبو يحيى عن صعوبة تأمين جميع متطلبات المدارس كافة لخمس أطفال، ثلاثة منهم في المرحلة الابتدائية مما يضطره لشراء الأساسيات فقط وتأمين الباقي تقسيطاً.

تهيئة نفسية

وحول تهيئة الطفل نفسياً للمدرسة أكد المدرس حسام حسن لـ”الثورة” أنه من المتوقع مواجهة صعوبات في تطبيق الروتين المدرسيّ، بالتالي من المهمّ التهيئة النفسيّة للأبناء، والبناء من خلال إدخال فعاليّات وفقاً لأعمارهم، والقيام بتقليص تدريجي لأوقات التسلية والترفيه والنزهات، فهناك ميول لدى قسم كبير من الطلاب لقضاء فترات طويلة أمام شاشات الموبايل والتلفاز خلال العطلة الصيفية لتسهيل فكرة عودة الطفل بيسر وسهولة للمدرسة، فيما ترى الاختصاصية التربوية منى محمود أن العطلة الصيفية تعتبر فترة راحة نفسية للطالب في حين تشكل مسألة عودته للصف صعوبة لمدة أسبوع كونه اعتاد على قضاء ساعات طويلة متنوعة لدى البعض مثل النزهات والرحل خارج البيت مع الأهل أو الأصدقاء، لذا من المهم في مكان ما تقليص فترات الترفيه تدريجيًا وإعادة ذهنه إلى التعلم بالتدريج من خلال إعطائه بعض الدروس، وتدريبه على القراءة لساعة يومياً على الأقل لنتمكن من استعادة المعلومات السابقة التي حصل عليها خلال الفترات المدرسية.

آخر الأخبار
بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير " متلازمة الناجي".. جرح خفي وعاطفة إنسانية عميقة خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف