الثورة _ ترجمة ختام أحمد :
نشر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، مقطع فيديو مؤثراً يُظهر صاروخاً يصيب مبنى شاهقاً في مدينة غزة. وقال في تعليق قصير: “لقد بدأنا”.
وشكلت هذه اللقطات بداية الهجوم الإسرائيلي المكثف، ما يشير إلى أن الجيش يدخل مرحلة جديدة أكثر عدوانية ضد مواقع حماس، التي تقول إسرائيل إنها تقع في جميع أنحاء المدينة.
يُمثل الهجوم تصعيداً كبيراً في صراع إسرائيل المستمر منذ قرابة عامين مع حماس، ما يثير مخاوف بشأن المدنيين والرهائن في مدينة غزة.
وقد تم حشد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين، وصدرت أوامر إخلاء لأجزاء من المدينة تُعرف بـ”المناطق الحمراء”، ما يعكس نية إسرائيل توسيع نطاق عملياتها لتشمل معاقل حماس.
وحذر مراقبون دوليون من أن تصعيد الهجمات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.استهدفت غارة يوم الجمعة برج مشتهى في حي الرمال جنوب مدينة غزة، وهو مبنى متعدد الطوابق سبق أن تعرض لقصف إسرائيلي.
وبررت إسرائيل قصفها للمبنى بزعم أن حركة حماس تستخدمه لأغراض المراقبة والعمليات العسكرية.
ورغم أن البرج كان قد تعرض للقصف من قبل، إلا أن هذا الهجوم هو الأول منذ أعلنت إسرائيل عن خطتها للسيطرة على مدينة غزة قبل عدة أسابيع. وقبل ساعات قليلة من نشر الفيديو، أصدر كاتس رسالة تشير إلى نية الهجوم : “الآن يجب إزالة البرغي من أبواب الجحيم في غزة… عندما يُفتح الباب، فلن يُغلق، وسوف تتكثف أنشطة جيش الدفاع الإسرائيلي”.
ووصف الحملة بأنها مستمرة حتى تقبل حماس “شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاحها ــ أو سيتم تدميرها”، ووصف الهجوم على برج مشتهى بأنه الخطوة الأولى في استراتيجية أوسع.أدى الهجوم إلى تفاقم المخاوف بشأن الرهائن الذين يُعتقد أنهم في غزة، وخاصةً في مدينة غزة. ولا يزال ثمانية وأربعون رهينة محتجزين، ويُعتقد أن عشرين منهم على قيد الحياة.
نشرت حماس يوم الجمعة مقطع فيديو يظهر فيه غي جلبوع دلال وألون أوهل وهما يناشدان لإنهاء الحرب والعودة إلى عائلتيهما. ولم يظهر جلبوع دلال علناً منذ أكثر من ستة أشهر، مما يؤكد القلق المستمر على سلامتهما وسط الغارات الإسرائيلية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بوفاة 69 فلسطينياً في المستشفيات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، أودت العمليات الانتقامية الإسرائيلية بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني.لقد تم تصنيف مدينة غزة منطقة قتال، ويواجه السكان في “المناطق الحمراء” جهود إعادة توطين مكلفة وغالباً ما تكون مستحيلة، ما يترك العديد منهم في ظروف خطيرة.
وقد أثار الهجوم الإسرائيلي احتجاجات محلية، حيث أعرب المتظاهرون عن قلقهم إزاء سلامة الرهائن واحتمال وقوع إصابات بين المدنيين. وتجمع المتظاهرون في المدن الكبرى، منتقدين نهج الحكومة، ومطالبين بمزيد من الحذر مع تصاعد العمليات العسكرية، ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة الحملة الإسرائيلية على مدينة غزة ، مع التركيز على معاقل حماس وبنيتها التحتية العسكرية.
وسيظل مصير الرهائن والمدنيين، بالإضافة إلى الأثر الإنساني الأوسع، من الشواغل الرئيسية مع تطور الهجوم.