الثورة – نيفين أحمد
وسط زحام الوجوه الإعلامية والمحتوى السطحي المنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، تبرز شخصيات سورية دفعت ثمناً باهظاً في سبيل القيم والمبادئ التي آمنت بها خلال سنوات الثورة.
هذه الشخصيات رغم معاناتها القاسية جسّدت أسمى معاني التضحية والإنسانية وكانت مثالاً يُحتذى به لجيل اليوم والغد.
في مشهد إنساني مؤثر تبرع العم “أبو محمد” وهو لاجئ يعيش ظروفاً صعبة في أحد المخيمات بمبلغ 500 دولار لصالح “صندوق التنمية السوري” تأكيداً منه على أن العطاء لا يرتبط بالثراء بل بالإيمان بالقضية وروح التضامن.
ولا يقل عنه تأثيراً الطفل محمود الذي أنقذته فرق الدفاع المدني من تحت أنقاض منزله المدمر في حلب وهو لا يزال رضيعاً بعد 16 ساعة من الحفر المتواصل، اليوم وبعد 11 عاماً يعود محمود ليشارك بنفسه في التبرع للصندوق ذاته، في تجسيد حي لاستمرار القيم النبيلة من جيل إلى جيل.
هذه القصص وغيرها كثير، تسلط الضوء على أهمية تكريم من عايشوا الثورة بكل تفاصيلها ممن تحملوا مرارة القصف والتشريد وعاشوا النزوح والفقد وقدموا تضحيات مادية ومعنوية حقيقية بعيداً عن أضواء الكاميرات ودوائر الشهرة.
ناشطون سوريون أكدوا أن أمثال هذه الشخصيات تستحق كل التقدير والدعم وطالبوا بإبرازها إعلامياً كرموز إنسانية وثورية.
كما شددوا على ضرورة التمييز بين من حملوا الثورة على أكتافهم وبين من لم يظهر لهم أي دور يُذكر سوى عبر محتوى تافه يهدف لجمع المشاهدات وتضليل الأجيال.
وأضاف الناشطون إن بعض “المؤثرين” ممن ينشغلون بعرض الرفاهية أو تنفيذ مقالب سطحية لا يملكون أي ارتباط حقيقي مع القضية السورية ولا يسهمون في بناء وعي حقيقي لدى الجمهور.
هؤلاء كما يرون لا يستحقون تسليط الضوء الإعلامي أو تقديمهم كقدوة. القدوة الحقيقية بحسب ما أكد النشطاء هي من زرعوا قيم الصبر والشجاعة والعطاء ممن عاشوا الثورة وذاقوا مرارتها، وممن تركوا وراءهم إرثاً أخلاقياً وتاريخياً يُضيء الطريق للأجيال ويعرّف من لم يعاصر تلك الأيام على حجم التضحيات والعظمة الكامنة في تفاصيلها.