الثورة – رولا عيسى:
خطوة إيجابية تحسب لمصرف سوريا المركزي بتعميمه حول ضرورة التزام المصارف بتمكين كل المتعاملين من أصحاب الحسابات الجارية المغذاة نقداً، وحسابات الودائع لأجل بجميع العملات المودعة بعد تاريخ 7/5/2025 من السحب من هذه الحسابات بحسب رغبتهم في أي وقت وبدون سقف محدد ومهما كان المبلغ المطلوب سحبه.
ولاقت الخطوة استحسان مختلف الأوساط الاقتصادية والشارع السوري، إلا أنها فتحت تساؤلات حول الحسابات القديمة، وإن كان التعميم سيشملهم قريباً وذلك بهدف تعزيز الثقة المصرفية.
لعبة النقد خطيرة والخوض فيها معقد
الخبير الاقتصادي والصناعي عصام تيزيني قال في حديث لـ”الثورة”: حسناً فعل حاكم مصرف سوريا المركزي، مضيفاً: إن لعبة النقد خطيرة والخوض في مضمارها معقد ويحتاج حكمة ورؤية، خاصة وأن الارتكابات النقدية للنظام المخلوع بالغة الأثر والضرر، وفعلت فعلها بمسار اقتصاد سوريا.
وأشار إلى أن قرار المركزي الأخير بخصوص الإيداعات والسحوبات المصرفية، سيفتح صفحة جديدة لجهة عودة التعامل مع المصارف.
وهنا يقول: لكن باعتقادي كان القرار بنصه الذي قرأناه بحاجة إلى بند يوضح وبشكل صريح موثوقية التنفيذ، تلك الموثوقية المفقودة أصلاً منذ ما قبل التحرير، حين كان المال لا يثق بالمصارف إطلاقاً، وعندما حصل الاستقلال ظل المال محبوساً، ولم يحرر وظل أصحابه يعانون أكثر وأكثر، بل زاد البغض للمصارف ليس عند أصحاب الأموال المودعة فقط، وإنما عند البسطاء من شرائح المجتمع، كالموظفين والمتقاعدين وأصحاب العمل الصغار وغيرهم الكثير.
حرمان مؤذٍ
واعتبر الخبير تيزيني أن تلك الفئات حرمت من الكاش حرماناً مؤذياً لا يحتمل، وهكذا صارت هذه الثقة معدومة، لذلك من المهم أن يتضمن القرار بنداً واضحاً وصريحاً، يجعل المال يأتي مطمئناً لحركته، خاصة أن القرار لم يتطرق إطلاقاً إلى الأموال المودعة قبل 7 أيار، وما هي الخطة التي وضعها الحاكم لتحريرها وعودتها لأصحابها؟
في الاقتصاد عموماً لا يمكن أن تجعل المال يعيد الثقة بمن غدر به، والمصارف أو المصرف المركزي تحديداً ومنذ أربع سنوات، وحتى التحرير مارس الغدر كثيراً بحقه وحق أصحابه والمثير أيضاً، هو استمرار عدم الثقة حتى الآن، حيث مضى خمسة أشهر منذ التحرير ومازال المركزي يمارس ظلماً وتعسفاً بحق الأموال على اختلاف الأسباب مع أيام النظام المخلوع وبينها بعد التحرير، حيث كانت للإنصاف ضرورية.
يفوق أي جهد
ولكن مهما كان الأمر والمبررات- والكلام للخبير تيزيني- فالمال صعب “الميراس” والجهد الذي يجب أن يبذل لإقناعه يفوق أي جهد.
ويختم بالقول: إنها الثقة.. هي صاحبة القرار الفصل بنجاح هذا القرار المهم، فهل سيقدر حاكم مصرف سوريا المركزي أن يعيدها، نرجو ونأمل ذلك!.