الثورة- منهل إبراهيم:
تشير مجريات الأحداث إلى أن بقاء الحكومة الإسرائيلية الحالية أهم لرئيسها بنيامين نتنياهو المصاب بداء السلطة من أي شيء آخر” ، فرئيس وزراء الاحتلال ينجر وراء متطرفي حكومته، ويضحي من أجلهم بالمصالح الأمنية الأكثر حرجاً لإسرائيل، وهذا رأي معظم ساسة الكيان، فهم متأكدون أن في هذا الموضوع على الأقل يبدي نتنياهو ثباتاً ولا يهم أي من القضايا الأخرى تجاه استدامة وضعه في السلطة.
وفي هذه الأيام تحديداً يتزايد القلق داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من الضرر الذي قد يلحق بـما يسمى “الأمن القومي” جراء التباعد بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، وهذا القلق المشترك يأتي بين مؤسسات الجيش، والشاباك، والموساد، وطُرح مؤخراً أمام كبار المسؤولين السياسيين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس.
وفي هذا الإطار قال المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور في مقال نشره بصحيفة “يسرائيل هيوم” إن هذا القلق يتعلق بثلاثة مواضيع أساسية وهي: “اتفاق نووي مع ايران، صفقات أمنية إقليمية، والوضع في غزة مع التشديد على وضع الأسرى”.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه “في الموضوع الأول يبدو أن الولايات المتحدة تدفع قدما باتفاق لن يكون بعيداً في جوهره عن الاتفاق النووي السابق الذي وقعت عليه إدارة أوباما قبل نحو عقد، ومطلب “إسرائيل” للتفكيك الكامل للبرنامج النووي ردته الإدارة الأمريكية، والتخوف هو من أن الاتفاق ليس فقط سيبقي لدى ايران المعرفة والوسائل في الوصول في المستقبل إلى قدرة نووية بل سيحرر أيضاً أموالاً تتيح لها ترميم اقتصادها والعودة للدعم الكبير لحلفائها في المنطقة”.
الصفقات الكبرى
وأضافت الصحيفة أنه “في الموضوع الثاني، الإقليمي، يلوح أنه في زيارة الرئيس ترامب إلى الخليج، التي ستبدأ هذا الأسبوع، ستوقع صفقات كبرى في السعودية، وفي الإمارات وفي قطر أيضاً، وستتضمن هذه الصفقات أيضاً تعاظماً عسكرياً ذا مغزى في بعضه قد يهدد التفوق النوعي لإسرائيل، كما أن إمكانية برنامج نووي في السعودية يعد لدى معظم الخبراء كخط أحمر من شأنه أن يتم تجاوزه الآن”.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه “في الأصل، كان يفترض بالسعودية أن توقع على هذه الصفقات بالتوازي مع التطبيع مع “إسرائيل”، لكن إدارة ترامب قررت الآن التقدم في مسار مستقل- بخلاف إدارة بايدن التي اشترطتها بصفقة إقليمية شاملة”.
وأكدت ” يسرائيل هيوم” أنه “في الموضوع الثالث، غزة تكثر المؤشرات على أن ترامب من شأنه أن ينقلب ويدعو “إسرائيل” إلى وقف الحرب، كما أن الإنشغال المتناقص للإدارة ومبعوثها الخاص ستيف ويتكوف في مسألة الأسرى يبعث على القلق، على خلفية مركزية الولايات المتحدة في ممارسة ضغط على قطر وعبرها على قيادة حماس، صحيح أن المنظمة تعيش ضائقة في غزة نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي، لكن من تصريحات مختلفة لمسؤوليها يفهم أنها تقدر بأن إسرائيل بالذات توجد هذه الأيام في وضع استراتيجي دون كفيل بأن يدفعها إلى الليونة”.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية “لا تبدي حكومة إسرائيل مؤشرات كهذه، وتصر على أن الحملة في غزة ستوسع كما هو مخطط فور مغادرة ترامب المنطقة، صحيح أن الجيش الإسرائيلي يسرع الجاهزية لكن من المرتقب له أن يواجه تحديات معقدة، المركزي منها هو مسألة الأسرى الذين وجودهم في غزة سيصعب القتال”.
وتؤكد وسائل إعلام غربية أنه مع تعنت نتنياهو لجهة مواصلة الحرب، وتزايد الأصوات المطالبة في الداخل الإسرائيلي لوقفها واستعادة الأسرى الإسرائيليين سيكون بمثابة ورقة ضغط كبيرة قد تستخدمها واشنطن بيد رئيسها لثني نتنياهو عن مواقفه المتصلبة وإنهاء الحرب على غزة في سياق الصفقات التي يحملها دونالد ترامب في جعبته للمنطقة.