الثورة – لينا شلهوب:
قدّم اليوم طلاب شهادة التعليم الأساسي امتحان مادة اللغة الفرنسية، وسط اهتمام واضح من الطلاب والأهالي على حدّ سواء، نظراً لكونها مادة أساسية في شهادة التعليم الأساسي، وتلعب دوراً مهماً في رفع المعدلات وتحقيق التميز.
بحسب ما رصدته “الثورة” من آراء عدد من الطلاب بعد خروجهم من القاعات الامتحانية في عدة مراكز بمدينة جرمانا والطبالة، بيّنوا أن الأسئلة واضحة ومن صلب المنهاج، دون تعقيد أو غموض، وتنوّعت بين القواعد، والتعبير الكتابي، والفهم القرائي، مع تركيز ملحوظ على استخدام اللغة بشكل وظيفي.
الطالبة سارة خليل، وصفت الأسئلة بالمنطقية والمباشرة، لافتة إلى أن الأسئلة كانت متوقعة إلى حد كبير، مشيرة أن نص الفهم كان قصيراً وسهل المعاني.
أما الطالب يزن العلي، فقال: الأسئلة لم تكن صعبة، لكن التحدي كان في بعض المفردات التي لم نستخدمها كثيراً خلال السنة، خاصة في قطعة الفهم.
الطالب جواد القاق أكد أن الأسئلة كانت واضحة بشكل عام، خاصة في القواعد والاختيار من متعدد، لكن فقرة القطعة كانت فيها مفردات جديدة قليلاً، واضطررت لاستنتاج المعنى من السياق.
في المقابل، اعتبرت الطالبة لينا عبد السلام أن هناك بعض الفقرات التي تطلبت تفكيراً عميقاً، وبعض الخيارات كانت قريبة من بعضها.
هذا وعبّر عدد من المدرسين الذين التقتهم “الثورة” في مراكز متعددة في الطبالة وجرمانا وكشكول، أنه في عصرٍ تتصدر فيه اللغات الأجنبية مفاتيح النجاح الأكاديمي والمهني، لم تعد اللغة الإنكليزية وحدها على الساحة، بل لحقت بها الفرنسية كركيزة أساسية في العديد من المناهج العربية والعالمية، فاللغة الفرنسية، بوصفها إحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة، وإحدى أكثر اللغات تداولًا في العالم، باتت تحظى بأهمية متزايدة في التعليم، خاصة في الشهادات الرسمية.
أكد عدد من المراقبين أن الورقة الامتحانية جاءت متوازنة وتتناسب مع الوقت المخصص لها، وقالت المعلمة رغدة، وهي مشرفة تربوية في أحد المراكز: الامتحان راعى مستويات الطلاب كافة، وحرص على الدمج بين أسئلة تقيس الفهم والاستيعاب، وأخرى تتطلب تطبيق القواعد عملياً، وهو توجّه محمود في تطوير المناهج.
بينما أشار الأستاذ مازن وهو مراقب، إلى أن الامتحان لم يتضمن أي أسئلة خارج المنهاج، وأضاف:
لاحظنا أن الطلاب أنهوا معظم الأجوبة قبل انتهاء الوقت، وهو دليل على وضوح الأسئلة ومناسبتها للمستوى المتوسط.
المعلمة رحاب أوضحت أن الامتحان جاء متوازناً ويلائم مستوى الطالب المتوسط، مضيفة: الورقة الامتحانية صيغت بعناية، ولم تحتوِ على أي غموض، وتعاملت بواقعية مع مستويات الطلبة، فقرة الكتابة كانت فرصة ممتازة لقياس القدرة على التعبير الذاتي، وهو ما نفتقده أحياناً في الامتحانات التقليدية.
قيمة ثقافية وفرصة تعليمية
يجمع عدد من التربويين على أن اللغة الفرنسية ليست فقط مادة امتحانية، بل هي فرصة للتواصل مع ثقافة غنية، وأداة مستقبلية للدراسة والعمل في بلدان متعددة تعتمد الفرنسية كلغة رسمية، ومن هنا تأتي أهمية تعليمها بشكل تطبيقي، وتحفيز الطلاب على استخدامها خارج حدود الصف.
مع اقتراب الامتحانات النهائية لمواد أخرى، يدعو الخبراء التربويون إلى تعزيز مهارات القراءة والتعبير لدى الطلاب، سواء في اللغة الفرنسية أو سواها، والتركيز على الممارسة العملية للغة من خلال المحادثة والاستماع والكتابة.
ويبقى امتحان اللغة الفرنسية لهذا العام مؤشراً إيجابياً على تطور أساليب وضع الأسئلة نحو قياس المهارة لا الحفظ، وعلى أمل أن تسير بقية الامتحانات على نفس النهج، تظل الأنظار متجهة إلى يوم النتائج، حيث تُحصد ثمار عام دراسي طويل من الجهد والتعب.